لا أجد أمام الأحداث الراهنة التى تمر بها مصر فى علاقاتها وفى أحوالها الداخلية والخارجية سوى كلام جمال حمدان الراهب، فى محراب الوطن.. وذلك من كتابه: (جمال حمدان صفحات من أوراقه الخاصة) إعداد شقيقه، الدكتور عبدالحميد صالح حمدان.. يقول جمال حمدان فى وصيته صفحة (31): «مصر اليوم: إما القوة أو الانقراض، إما القوة وإما الموت! إن لم تحقق مصر محاولة قوة عظمى تسود المنطقة بأسرها، فسوف يتداعى عليها الجميع يوماً ما (كالقصعة!) أعداء وأشقاء وأصدقاء، أقربين وبعيدين وأبعدين!.. زنوج أفريقيا سيكونون أول أبناء آوى، ولكنهم سيدعون زنوج النيل لينوبوا عنهم ويقفوا هم يتفرجون فى حياد كاذب فى انتظار العزاء بعد الوفاة (الحبشة + السودان + أعالى النيل قد تحارب مصر يوماً ما عسكرياً! ثم إسرائيل + عرب البترول + تركيا وإيران.. إلخ)!! ويقول أيضاً فى صفحة (41): «حين نقول مصر القوية، فنحن نقصد مصر القوية العزيزة الكريمة، فى الخارج والداخل والقوة وحدها على خطورتها لا تكفى، فالصوت فى الغناء، لا تكفيه القوة. بل لابد من ثنائى القوة والجمال».. (مصر القوة والجمال - هذا ما نريد).. والقوة هى التحرر الوطنى والسيادة الوطنية والعزة القومية ونفى التبعية والاستعمار والصهيونية وإسرائيل.. أما الجمال: فهو عزة الإنسان المصرى فى دولته القوية، دولة العدالة، والمساواة، وإعادة توزيع الملكية والدخل.. هكذا مصر: تأخذ وتعطى.. تؤصل وتوصل.. رحم الله هذا العبقرى الراهب فى محراب الوطنية المصرية الذى رأى بالفراسة ما عجز عنه أهل السياسة!! أحمد البدوى كاتب وداعية إسلامى