مليون ونصف مصرى يسكنون المقابر فى مصر.. هذا الرقم وفقاً للإحصائيات الرسمية الصادرة عن أجهزة الحكومة.. مليون ونصف حى حكم عليهم النظام بأن يعيشوا مع الأموات أو ربما يعيشون أمواتاً!! ولكن النظام لم يكتف بهذا العدد فحكم على أغلب المصريين بسكن القبور حتى ولو كانت قبوراً اعتبارية، وليست حقيقية كالتى يسكنها مليون ونصف مصرى!! فكل شاب عاطل يسكن إلى جوار قبر أحلامه «حلم العمل- حلم الدخل الثابت- حلم النجاح.. كل فتاة كبر سنها دون أن تتزوج تسكن إلى جوار قبر «حلم الزواج».. الكثيرون من المعذبين والمهانين والمستضعفين يسكنون إلى جوار قبر «الكرامة».. وأربعون فى المائة من شعبنا الفقير يعيشون إلى جوار قبر «الستر».. والمعارضون يعيشون بجوار قبر «تداول السلطة».. الصحفيون يعيشون بجوار قبر «حرية التعبير» و«المهنية».. كلنا نعيش وسط القبور، حتى النظام يعيش وسط القبور «قبر الحق.. وقبر العدل.. وقبر الحرية.. وقبر التغيير» ولكن هناك قبراً بحثت عنه فلم أجده- وأحمد الله على ذلك- أنه «قبر الأمل».. فمازال فى قلب هذا الشعب الطيب أمل، ومازلنا نسمع أصواتاً مكتومة تخرج من هذه القبور لا تخيفنا بل تمنحنا البهجة والطمأنينة، وتؤكد أن هذه الأحلام والقيم دفنها النظام حية، وأنها ستخرج يوماً للنور، وتنتشلنا مما نحن فيه، ونرحل سوياً من هذه القبور، ليس فقط مليون ونصف يسكنون القبور الحقيقية، بل ثمانون مليوناً يسكنون القبور الاعتبارية!! أحمد عبدالغنى