قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن وسائل الإعلام الرسمية المصرية شنت «هجمة شرسة» ضد الدكتور محمد البرادعى، رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، بعد إعلانه «احتمالية» خوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2011. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها أمس، أن رؤساء تحرير الصحف الحكومية شنوا حملة ضد البرادعى بوصفه أنه غير مؤهل للترشح لهذا المنصب، وأنه يسىء إلى سمعة مصر بتلك الشروط التى طالب بها، واتهمته بأنه كانت قراراته ضد مصالح مصر والدول العربية طوال فترة رئاسته لوكالة الطاقة الذرية، فضلاً عن أنه ساعد أمريكا فى حربها على العراق. وأشارت الصحيفة إلى أن الدكتور محمد البرادعى، الذى يعد الرجل الوحيد الذى تجرأ على قول الحقيقة وتحدى الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بحربها على العراق، عندما دحض مزاعمها بامتلاك العراق لبرنامج سرى لإنتاج الأسلحة النووية، أصبح هدفاً لهجمات الصحف الرسمية المصرية لمجرد «احتمالية» ترشحه. ولفتت الصحيفة إلى أن الجدل الدائر حول ترشح البرادعى يتزامن مع النقاش المحتدم فى مصر حول استمرار الرئيس مبارك فى الحكم أو توريث الرئاسة لنجله جمال مبارك، خاصة أن مبارك لم يفصح عن رغبته فى التعاقد أو إعداد نجله لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضحت «فاينانشيال تايمز» أن هناك شعوراً قوياً لدى المصريين بأن مصر تعيش «فترة انتقالية»، وأن الانتخابات البرلمانية العام المقبل فضلاً عن الانتخابات الرئاسية عام 2011 ستلعب دوراً حاسماً فى صياغة مستقبل مصر الحالى. واعتبرت الصحيفة أن شروط الدستور المصرى فيما يتعلق بالمرشحين المستقلين لخوض الانتخابات الرئاسية «عقبة» يستحيل التغلب عليها، مرجعة ذلك إلى صعوبة حصول مرشح مستقل على 250 صوتاً من أعضاء مجلس الشعب، فى الوقت الذى يسيطر الحزب الحاكم على ثلثى المجلس، وفقاً لما تنص عليه المادة 76 من الدستور. وتابعت أن هذه الشروط ترمى إلى الحد من منافسة قيادات الأحزاب الضعيفة أو الشخصيات المستقلة، وتجعل هزيمتهم أمام أى مرشح ينتمى للحزب الوطنى سهلة جداً.