«أعمل إيه أبنى ولاّ أبيع ولاّ أقطّع الورق والحلم يضيع.. مش عارف».. كان هذا تساؤل أحد مستفيدى مشروع «ابنى بيتك»، بعد أن أصابته الصدمة والذهول عند تسلم القطعة المخصصة له ضمن المرحلة الثامنة، فقد فوجئ بأن قطعته رقم «600» قطاع «ر»، تقع مباشرة أمام مقابر مدينة 6 أكتوبر، دون سور يفصل بينها وبين أراضى «شباب المشروع». ووصف محمد ل«المصرى اليوم» ما عانته أسرته المكونة منه وزوجته وبناته الثلاث أثناء تسلم القطعة، وقال: «ذهبت مع أسرتى لتسلم الأرض بعد أن وقعت على الأوراق المطلوبة، ودفعت ثمن المساحة الزائدة وهى 7 سنتيمترات، ومعنا عدد من المستفيدين، وكانت سعادتنا لا توصف، ولكن أصابنا الذهول من هول الموقف، حيث إن القطع المخصصة لنا فى الصف الأول أمام المقابر مباشرة دون أى سور أو أشجار عالية، بل وأماكن القطع المخصصة مدخلها مشترك مع مدخل المقابر على طريق الواحات». وأضاف: «لم أكن أنا الوحيد الذى أصابنى الذهول، بل جميع من معى أيضاً، خاصة أننا شاهدنا جنازتين أثناء تسلمنا الأراضى ومع ارتفاع صوت البكاء والعويل أصيب أبناؤنا بحالة خوف، حتى إن ابنتى الكبرى التى لم تتعد سن الثامنة، سألتنى لماذا أخذنا الأرض فى هذا المكان، ولم أستطع الرد عليها»، متسائلاً عن أسباب وجود مشروع قومى فى هذا المكان فى الوقت الذى تحصل فيه الشركات الخاصة على أراض فى أماكن متميزة بالمدينة نفسها. ولم تقف تساؤلات محمد عند هذا الحد، وإنما تساءل أيضاً عن مدى الأمن فى هذا المكان، خاصة أن المقابر تكون ملجأ للمجرمين ليلاً، معرباً عن قلقه الشديد على مستقبل بناته الثلاث بعد أن كان يأمل فى معيشتهم بمستوى أفضل من ذلك. وطالب مستفيدون آخرون مازال لديهم أمل - على حد قولهم - بأن تقوم وزارة الإسكان بتنفيذ مدخل آخر غير المداخل العشرة المشتركة مع المقابر، على أن تتعاون مع وزارة الزراعة على زرع أشجار عالية لحجب رؤية المقابر، أو نقل أراضى هذه المرحلة بالكامل من هذا المكان «الكئيب» - على حد قولهم. وقالوا: «إن المناسيب الجديدة التى أقرها الجهاز تقضى بتعلية البالوعات من 20 إلى 90سم فى كل بالوعة، بما يعنى تحول الأدوار الأرضية فى المبانى التى تم تنفيذها إلى بدرومات، ولا نعرف هل سيتم التسلم لبعض المبانى التى لم تنته بعد على أساس المناسيب القديمة أم الحديثة». وأضاف: «هذه المشكلة تحتاج إلى تدخل مسؤولى وزارة الإسكان لحلها، مع وضع حلول عملية لحلها»، معتبرين ما يحدث من استمرار مشكلات المشروع دون حلول يعد «تعذيباً» لهم.