إنها نجمة شهر الصيام، ودوماً تراها فى رمضان زى الفل! ويمكن حضرتك تكون قد التقيت بها فى حياتك، ويبقى حظك حلو فى هذه الحالة أننى لا أقصد واحدة بعينها، لكننى أشير إلى عينة من النساء تمثل إسلامنا الجميل أفضل تمثيل، والحب بمفهومه الصحيح المتوازن هو الذى يحكم حياة الواحدة منهن. وأشرح ما أقصده عن طريق تقديم ما فعلته بنت حواء هذه فى رمضان، إنها إنسانة مقبلة على الدنيا ولا تستطيع أن تتهمها أبداً بالانغلاق أو التزمت! لكن رأينا أحوالها فى شهر الصيام مختلفة عن بقية العام.. فهى, والحمد لله, واظبت على صلاة التراويح, واستطاعت أن تختم القرآن كله فى صلاتها، ثم نجحت فى ختمه من جديد بقراءته.. يعنى مرتين فى شهر واحد.. ما شاء الله وإيه العظمة دى.. ترى من أين استمدت إرادتها وقوتها؟! الإجابة حب ربنا بصحيح، وصدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عندما قال: «الإيمان ما وقر فى القلب وصدّقه العمل». وأنتقل إلى نقطة أخرى أراهن أنها مفاجأة لك تتمثل فى أن تلك المرأة تحرص على التفوق فى عملها أثناء الصيام بالذات، وذلك فى رد عمل على من يتهم هذا الشهر بالكسل وفرصة للصائمين من أجل الإهمال والتقصير فى أعمالهم.. أصل الدنيا صيام! وربنا غفور رحيم!! وسيدتى تراها شعلة نشاط فى رمضان.. طيب إزاى وهى مشغولة بقراءة القرآن من ناحية وصلاة التراويح من ناحية أخرى، والإجابة أنها تحب عملها، وتريد تقديم صورة حلوة لإسلامنا الجميل بالسلوك العملى وليس بالكلام أو المواعظ! وهذه الإنسانة أراها بطلة بكل المقاييس، فهى تعود من عملها متعبة، ومن حقها أن تستريح، لكنها لا تنام إلا قليلاً! ثم تقوم بسرعة لأن عليها إعداد الطعام، ومفيش أحلى من أكلك يا ست الكل، وهذا ما يؤكده رعاياها الذين يعيشون فى مملكتها.. زوجها المحظوظ وأولادها! وسر نجاح سيدتى الجميلة فى حياتها أن الحب عندها شامل.. حب الله والعمل وبيتها والدنيا كلها! والعاطفة الجميلة التى تملكها مختلفة بالتأكيد عن قصص الغرام التى تراها فى المسلسلات والأفلام العربى والتى تتميز غالبيتها بالسطحية، حيث تركز على جانب واحد يتمثل فى «سهر الليالى، وغرام وانتقام، وروميو وجولييت» وبالعربى قيس وليلى! والحب الحقيقى أعمق أثراً وأكثر اتساعاً من هذا الذى نراه فى أفلام «السيما» أو ما يقدمه التليفزيون الذى أتحفنا فى هذه السنة بالذات بقصص «هيفة» على غرار «زهرة وأزواجها الخمسة». ولمعلوماتك فإن سيدتى التى أتحدث عنها ليس بشرط أن تكون محجبة، بل يكفى أن تكون مؤمنة بالله وإنسانة محتشمة تعرف العيب وترفضه وترى وجهها فى رمضان خالياً من المساحيق.. يعنى على طبيعته كما خلقه الله ومفيش أحسن من جمال ربنا! وأخيراً فإننى أخشى أن تحتج حضرتك على مقالى كله، قائلاً: يا أستاذ يا محترم أنت تتحدث عن نوع من النساء ولا فى الأحلام! يمكن زمان كانوا موجودين! لكن حالياً لن ترى واحدة من هؤلاء إلا فى المشمش! والدنيا تغيرت وانظر إلى ما يجرى فى الشارع وما تقدمه أجهزة الإعلام لتتأكد من أن الفضيلة والأخلاق والمثاليات قد توارت! لكننى أؤكد لك أن مصر ما زالت بخير رغم كل مظاهر الفساد والإفساد التى نراها، وفيها شباب متدين زى الفل هم أمل بلادى فى النهوض بها وتحقيق حلم التغيير.