عام ملىء بالأزمات والمطبات، سريع وثقيل بالأحداث، إيجابياته لا تُذكر كثيراً، ولكن أزماته عديدة، سرعان ما تسقطها لتلحق بما يأتيك من بعدها، حتى آخر أيام العام ونحن أمام حقول من التوتر والقلق تنذر بحروب أو بتسوية على حساب شعوب ودول وتغيرات بانتخابات أو بملفات نووية وأمنية، المهم الفشل فيها ينذر بالثبور وعظائم الأمور. نعم هذا بجانب الإرث الصحى من الأمراض الوبائية الجديدة والتحولات المناخية العجيبة التى لم يصل فيها أحد إلى حلول تطمئن شعوب العالم. ■ ففى العام نفسه، يتناقض مشروع التقدم التكنولوجى والمعلوماتى والفضاء مع التأخر فى معالجة القهر والجوع والإرهاب، ودول كبيرة محترمة تشهد كوارث إنسانية من الأمطار والسيول ومن مياه المجارى التى تروى بها مزارع وحقول. ■ وإن كانت أمريكا شهدت الانتخابات الأخيرة، فهى لم تغير علينا سوى بالكلام والألوان، فى النهاية هناك تماد فى الاستيطان ومازالت الإدارة الأمريكية تخوض فى وحل أفغانستان والعراق. ■ وحماس والحوثيون يؤرقون أكبر الدول العربية مصر والسعودية، ولماذا التفاهم، فإيران وإسرائيل هما المستفيدتان؟! ■ فالمنطقة شهدت هذا العام الكثير من التنافس على إضعاف القوى لكل جار حتى لو كان عن طريق التواطؤ مع الشيطان أو مع إيران مهما كانت الخسارة لشعب فلسطين أو بين مصر والجزائريين أو اليمن والسعوديين... إلخ. ■ واتهمت مصر طوال العام بالتقصير فى سياستها الخارجية والداخلية، ولم نشعر سوى بالجهات الأمنية هى التى تظهر فى النهاية لتحصن الدولة واستمرارها، فالشعب فى حالة من الاستفزاز، والحكومة فى حالة من الاسترخاء بإنجازاتها السنوية، والأحزاب غير موجودة، والحزب الحاكم فى حالة عمل واستدراك داخلى لغيابه عن الشارع، ويحاول أمين السياسات جمال مبارك إصلاح نقاط التقصير بالزيارات لإجبار الآخرين على التحرك السريع، ولكن من أين تأتى بالناس الفاعلين؟! ■ الحقيقة أن هناك عاماً كاملاً مضى شعرنا فيه، غنى وفقير، بأن هناك فرق توقيت أو حالة تأخير دائم فى اتخاذ القرار الصحيح، وبالتالى الإخراج يكون ضعيفاً لكل مبادرة أو حل ونفقد قدرة التأثير، ونصرخ وننقد وننبه ونؤشر على الخطأ والخطر ولكن المسكن يأتى بطيئاً.. بطيئاً.. والعلاج المتأخر غالباً لا يفيد. ■ أتمنى فى العام الجديد أن يدرك أصحاب القرار فى كل مؤسسات مصر المنحوسة أن التأثير بالإيجابية فى كل قرار يجب أن يأتى مع التوقيت الصحيح. ■ وياريت فى العام الجديد نمتلك سيناريو جاهزاً لكل الأزمات، نتحرك معه بسرعة حتى لا يصاب الشعب المصرى بانتكاسة ولا نهاجم من فضائيات ودول ليس لها حساب فى الجغرافيا ولا التاريخ. ■ ربما قد يتم ذلك إذا غيرنا الكثير من المسؤولين هذا العام وراجعنا أنفسنا فى اختيار من يكتب ويعرض ويقدم المشكلة أو الأزمة فى التقارير، فربما مصر أصبحت مخترقة من الكثيرين أصحاب الأجندات الإلهية وليس السياسية التى لا تقدم سوى الوعود والكلام. ■ صدق المثل «2009 عام أقرع بامتياز فى عالم أحمق بوضوح». [email protected]