جدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» موقفه الرافض للعودة إلى أعمال العنف بالرغم من جمود عملية السلام واستمرار الاستيطان. وقال عباس فى كلمة فى الذكرى ال45 لانطلاقة حركة فتح «لقد أعلنت سابقاً وأؤكد أمامكم مجدداً.. لن نقع فى الفخ الذى ينصبه لنا الإسرائيليون.. إنهم يسعون عبر استفزازاتهم إلى جرنا لردود فعل تأخذ طابع العنف كى يتخلصوا من العزلة والضغط الدولى فسيستغلون قوة نفوذهم الإعلامى لتأخذ الضحية صورة الجلاد». وأضاف أنه يدعم المقاومة الشعبية للاحتلال كما يجرى فى بلعين ونعلين والمعصرة وهى قرى بالضفة تنظم مسيرات شعبية أسبوعية ضد الجدار الذى تقيمه إسرائيل على الأراضى الفلسطينية. ووجه عباس دعوة إلى الشعب الإسرائيلى لتحقيق السلام، مطالباً بإقرار السلام على أساس إعادة الأرض العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدسالشرقية، وأضاف «إن يدنا ستبقى ممدودة للوصول إلى سلام عادل ينهى الاحتلال الإسرائيلى الذى وقع عام 1967، ولكننا لن نتنازل عن ثوابتنا الوطنية». وطالب عباس الإدارة الأمريكية بتحويل أقوالها إلى أفعال عند الحديث عن قيام الدولة الفلسطينية، مطالباً «الرباعية الدولية» بتفعيل دورها فى الوساطة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى. وفى المقابل، هاجمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة خطاب الرئيس الفلسطينى، وقال القيادى بالحركة والناطق باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل إن اتهامات عباس «محاولة لدق الأسافين بين حركة حماس ومصر»، مشدداً على أن هذه المعلومة ليس لها أى أساس من الصحة. ورأى البردويل أن عباس فى خطابه «فقد القدرة على التعبير عن برنامج سياسى له ملامح فلسطينية، مكتفيا بالبكاء أمام دولة الاحتلال حتى يتعطفوا عليه فى تجديد المفاوضات». ووصف الخطاب بأنه يشكل «إفلاساً سياسياً وأخلاقياً كبيراً». وأضاف القيادى بحماس أن كلام عباس حول حركته امتلأ بالأكاذيب المتعمدة، وقال «هاجمنا بينما فى خطابه تجاه إسرائيل كان رقيقاً متمنياً عليهم أن يعودوا إليه مرة أخرى لمواصلة المفاوضات العبثية». كما اعتبر أن خطاب الرئيس الفلسطينى بالتزامن مع الذكرى الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ليؤكد تورطه المباشر فى الحرب الصهيونية على القطاع عبر تشويهه المستمر للمقاومة ووصفها بالعبثية. ووصف البردويل إعلان عباس أن حماس عرضت عليه تمديد ولاية المجلس التشريعى والرئاسة لمدة 10 سنوات بالكذبة الكبيرة. وقال إن حركته «لا تحتاج منه ذلك فهى تمثل الأغلبية فى المجلس التشريعي، فهو الذى يطلب أن نمدد له ولن يكون ذلك». وعلى صعيد آخر، أفادت صحيفة «جيرازوليم بوست» الإسرائيلية بتصاعد التوتر فى صفوف كوادر حزب كاديما بعد رفض تسيبى ليفنى زعيمة الحزب الاجتماع مع شاؤول موفاز الرجل الثانى فى الحزب لتحديد موعد متفق عليه، لتحديد قائمة الأوائل المرشحين لقيادة الحزب خلال الانتخابات القادمة، وسط مؤشرات بأن أيام ليفنى كرئيس للحزب باتت معدودة، بحسب ما كشفه استطلاع أخير للرأى. ووفقا لما ذكرته الصحيفة فإن موفاز اعتبر أن رفض ليفنى يبرهن على خشيتها من التهديد الذى يمثله حيال قيادتها للحزب، الذى يعتبر الممثل الرئيسى للمعارضة فى إسرائيل ، متهما إياها بأن «التردد والافتقار للقيادة سيؤدى إلى تمزيق كاديما». وميدانيا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ألقت القبض على شاب صغير فى مستوطنة يهودية للاشتباه بضلوعه فى إحراق مسجد فى قرية فلسطينية بالضفة الغربية قبل 3 أسابيع.