هنأت مصر، الخميس، شعبي وحكومتي السودان وجنوب السودان على توصلهما إلى اتفاقات مهمة حول الترتيبات الأمنية الحدودية، ورسوم تصدير البترول، والجنسية والمواطنة. وقال وزير الخارجية محمد كامل عمرو، أمام «المنتدى التشاوري بشأن السودان وجنوب السودان»، والذي عقد بحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينج المنتهية ولايته وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك، إن هذا اليوم حقا هو يوم عظيم في تاريخ البلدين، والمنطقة بأسرها». وأشاد وزير الخارجية بالقيادة البناءة والإرادة السياسية الراسخة التي أظهرها الرئيسان «البشير» و«سيلفاكير»، مما كلل قمتهما بالنجاح، وقاد إلى تحقيق هذا التقدم البارز فى معالجة القضايا الخلافية، وإرساء دعائم راسخة لعلاقات حسن جوار، وتعاون وثيق بين البلدين، تبنى على ما يجمع شعبيهما من روابط التاريخ والجغرافيا. وتوجه وزير الخارجية بالتحية للجنة الاتحاد الأفريقي، بقيادة الرئيس السابق تابو مبيكي، وكذلك إلى الرئيسين السابقين عبد السلام أبو بكر، وبيير بويويا، للدور المحوري الذي قامت به اللجنة فى تيسير العملية التفاوضية بين البلدين. وقال «عمرو»، إن المفاوضات بين السودان وجنوب السودان مرت بمنعطفات حرجة، سواء خلال المفاوضات حول اتفاق السلام الشامل، أو خلال المرحلة الانتقالية التي تكللت باستقلال جنوب السودان فى يوليو 2011، وأضاف أنه فى مواجهة هذه المنعطفات أثبت السودان وجنوب السودان انحيازهما الواضح لخيار السلام، وأظهرا عزمهما الأكيد على معالجة الخلافات عبر الحوار. وأعرب عن ثقة مصر في أن هذا الالتزام بخيار السلام، الذي تجسد مجددا، سيقود البلدين إلى تسوية ما تبقى من قضايا خلافية تتصل بالمناطق الحدودية المتنازع عليها، وحسم وضعية أبيي، بما يمكنهما من توجيه الجهود والموارد اللازمة نحو تعزيز التنمية والاستقرار. ونوه بالجهود المبذولة لمعالجة الوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأثنى على دور الجامعة العربية، والاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة في إطلاق المبادرة الثلاثية لتحسين الوضع الإنساني فى الولايتين، والتي تقوم مصر بدعمها سياسيا وماليا عبر إمدادها بأحد الخبراء المتخصصين أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو أهمية وفاء المجتمع الدولى بوعوده وتعهداته لدعم دولتي السودان وجنوب السودان خلال المرحلة الراهنة، ليس لتجاوز ما تبقى من قضايا عالقة فحسب، وإنما لتوطيد السلام والاستقرار بينهما، ومساعدتهما على التصدي للتحديات التنموية الهائلة التى يواجهانها، ولاسيما تحديات بناء الدولة في جنوب السودان، وتلك المتعلقة بإعادة هيكلة الاقتصاد فى السودان، وتخفيف عبء الديون عليه.