وجدت نفسى فى نادى الجزيرة الرياضى حيث فاجأنى أصحابى «شلة البلكونة» بسؤال، ولاحظت على وجوههم اهتماماً غير عادى وإنصاتاً لمعرفة إجابتى؟؟ ولعب الفأر فى بطنى وقلت: ماذا يخطط لى أصدقائى؟ وتذكرت دائماً التاريخ معى (أن نكبتى فى أصحابى) فغيرى نكبته فى زوجته وآخرون نكبتهم فى ثروتهم أو فى صحتهم، واعتبر نكبتى فى أصحابى هى أقل النكبات قسوة، وأحمد الله كثيراً عليها، وكان السؤال ما يلى: يا جلال لقد صرح الدكتور البرادعى فى سرد تاريخه فى أحاديثه أنه بطل للاسكواش فهل صحيح أنه كان بطلاً؟؟ ولاحقنى هضبة وحميدو وقالا أيضاً بصفتك كنت بطلاً وشاهداً على التاريخ غير المزيف ورئيساً للاتحاد المصرى للاسكواش ولديك سجلات للأبطال؟؟ وقلقت على نفسى فى نفسى لماذا هذا السؤال الآن؟؟ هل أصدقائى عايزين الخلاص منى بإدخالى فى موضوع الترشح لرئاسة الجمهورية وهو ليس عنوان مقالى؟ أم أن غرضهم اتهامى أمام السلطات بأننى أروج للدكتور البرادعى، وهذه ليست شخصيتى الترويج لأحد، وليس معى توكيل للدفاع عنه، وقلت لأصحابى ارتفعوا بالمنسوب الفكرى حتى تستوعبوا إجابتى.. قالوا حاضر يا جلال جاهزين.. قلت إذا كان البرادعى يحمل أعلى وسام، جائزة نوبل، وأعلى تكريم من السيد رئيس الجمهورية وقد صرح بأنه بطل للاسكواش فهو أكيد لا يكذب ولا يمكن ولا يصح تأكيد كلامه منى، لأن جائزة نوبل لا تكذب أبداً.. ومع ذلك وبصفتى شاهداً على التاريخ قلت إن البرادعى كما تعودت أن أناديه أيام الصبا كان بطلاً للناشئين فى بطولات الاسكواش فى إحدى المراحل السنية، وقد عاصرته فى ملاعب نادى الجزيرة، وأتذكر جميع أبطال هذه المرحلة، وقلت أيضاً للأسف الشديد لا توجد سجلات فى اتحاد الاسكواش حيث مزقها وأتلفها أحد رؤساء الاتحاد السابقين منذ أكثر من عشر سنوات، وقمت بتحرير محضر له فى قسم مصر الجديدة وقتها، لأنه أراد أن يمحو تاريخ الأبطال حتى يتساوى معهم. وسرحت بخيالى ووضعت يدى على كتف البرادعى وقلت له إياك أن تحزن فأنت رمز وقدوة لملايين من البشر فى مصر وخارجها بتميزك بجائزة نوبل وقامتك الممشوقة.. هل أنت أحسن من السادات الحائز على نوبل للسلام وقد اغتالوه بيد آثمة ولم يرحموا نبوغه ووطنيته، وهل تتذكر يا برادعى محاولة اغتيال نجيب محفوظ أمام منزله والدماء تسيل من يديه التى كتب بها لمصر أجمل القصص والروايات حتى حصوله على جائزة نوبل فى الأدب.. أنا أعلم أنك متأثر لأن من حاولوا اغتيال كبريائك هم أصحاب القلم المثقفون الذين وصفوك بالبليد.. ياريت أنا كمان أتمتع بهذه الصفة وأحصل على نوبل، ولماذا لم يتقدموا بشكوى للجمعية العامة للأمم المتحدة وقتها بأن جائزة نوبل ذهبت لواحد بليد، أعرف مدى مرارتك ممن اعتقدوا أنهم بأقلامهم استطاعوا النزول بك إلى أسفل، وأعلم مثلك بصفتى حائزاً على جائزة الرياضة والمجتمع من اللجنة الأوليمبية الدولية، أعلى مؤسسة رياضية فى العالم، أنه حاول كثيرون اغتيالى ولكن تذكر أن لغتنا هى الذكاء والدهاء فى لعبة الاسكواش التى أنت بطلها، وسامح الناس ولا أنصحك أن تكون مثلى، فأنا لا أسامح خصومى أبداً، وكيف يا برادعى توقعت أنه عند عودتك لمصر لن يتم اغتيال كبريائك وعلمك!