تصاعدت أزمة قافلة «شريان الحياة 3» التى يقودها النائب البريطانى جورج جالاوى، المتوجهة إلى قطاع غزة فى ظل إصرار السلطات المصرية على دخول القافلة للأراضى المصرية عبر ميناء العريش ورفض دخولها عبر ميناء نويبع، وهو الأمر الذى رفضه منظمو القافلة. وناشد جالاوى من خلال بيان أصدرته القافلة- وحصلت «المصرى اليوم» على نسخه منه- الرئيس مبارك التدخل والسماح للقافلة بالعبور إلى القطاع قائلا «أطلب منكم سيادة الرئيس نيابة عن قافلتنا ونيابة عن جميع الأحرار فى العالم التى تنزف قلوبهم من المشاهد المبكية فى فلسطين وقطاع غزو المحاصر السماح لنا بالدخول إلى القطاع من خلال معبر رفح». وقالت مصادر داخل القافلة إن السفينة التى كان يفترض أنه تقلهم إلى ميناء نويبع المصرى امتنعت عن نقلهم، وهو الأمر الذى اضطرهم إلى البحث عن سفينة أخرى خاصة أن المسؤولين المصريين أعلنوا عن رفضهم استقبال السفينة فى ميناء نويبع ورغبتهم فى توجه السفينة إلى ميناء العريش، وهو ما يعد تكلفة مادية باهظة جدا حيث إنهم سيضطرون إلى استقلال سفن جديدة لتتمكن من عبور قناة السويس، وليس مجرد عبارة تقلهم من ميناء العقبة إلى ميناء نويبع. وأضافت المصادر «نحن نتحفظ على التوجه لميناء العريش، حيث سبق واحتجزت فيه العديد من القوافل التى توجهت للقطاع ولم تدخل وتعرضت حمولتها إلى التلف، وهو ما تعرضت له قافلة شريان الحياة نفسها حيث احتجزت السلطات المصرية نحو 46 سيارة محملة بالمواد الإغاثية من القافلة الثانية منذ 6 أشهر تقريبا حتى الآن لم تستطع الدخول. من جانبه أكد السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أن هناك «ضجة إعلامية مفتعلة حول مسألة دخول قافلة مساعدات إنسانية «شريان الحياة 3» إلى قطاع غزة. ووصف زكى فى تصريحاتٍ صحفيةٍ، أمس، هذه الضجة الإعلامية بأنها «لا مبرر لها.. خاصةً أن مصر أبلغت منظمى القافلة منذ البداية بموافقتها على دخول القافلة من خلال مصر إلى داخل قطاع غزة». وأوضح فى هذا الإطار أن «اتخاذ القرار بشأن دخول المساعدات عبر ميناء العريش يُعد أمراً أساسياً للسماح لها بالدخول، وأن المساعى لإدخالها عبر أى ميناء مصرى آخر غير مجدية». وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية من جهة أخرى أنه يرصد «نذر هجوم إعلامى مناوئ لمصر آخذ فى التجمع منذ أيام على خلفية عدد من التطورات الأخيرة ذات الصلة بقطاع غزة»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يُذكّرنا بالهجمة الإعلامية المضادة لمصر والتى صاحبت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ عام وكان محورها فتح معبر رفح». وأكد السفير حسام زكى أن مثل تلك المساعى الإعلامية لن تجدى فى حمل مصر على تغيير أى من قراراتها. وقال: إن المرحلة المقبلة يمكن أن تشهد تطورات إيجابية لقطاع غزة إذا حدث ونجحت صفقة تبادل الأسرى وقامت حركة حماس بتوقيع اتفاق المصالحة.. وهما تطوران أساسيان كان الجهد المصرى رئيسياً فيهما ومن شأنهما رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح المعابر. وأضاف: إن التعامل مع مصر والآلية التى وضعتها من أجل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة تتم من خلال احترام القرار المصرى فى هذا الشأن، وليس من خلال إملاء من هذه القافلة أو غيرها . وأوضح زكى «أن مصر هى التى تحدد نقطة الدخول إلى أرضها وتحدد المسار الذى تسلكه أى قافلة إغاثة إلى قطاع غزة، إلا أن هذه القافلة تريد أن تدخل من ميناء نويبع، وهذا يتعارض مع الآلية المصرية التى تنص على دخول قوافل الإغاثة من ميناء العريش». على جانب آخر، قامت السلطات المصرية بإغلاق معبر رفح مع قطاع غزة، مساء أمس الأول الخميس، إلى أجل غير مسمى وذلك عقب فتح المعبر، يومى الأربعاء والخميس، حيث تم عبور 550 مريضا وعالقا فلسطينيا من الجانبين . وذكر مصدر أمنى مصرى من معبر رفح لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ ) أنه تقرر إغلاق معبر رفح عقب عبور المرضى والعالقين خلال اليومين الماضيين وذلك إلى حين صدور تعليمات جديدة بفتحه .