فى 10 فبراير عام 1908 توفى الزعيم مصطفى كامل، وهو فى ريعان شبابه عن عمر يناهز الرابعة والثلاثين، مأسوفاً عليه من مصر كلها، فهو مجدد وحامل لواء الحركة الوطنية.. نشأ مصطفى كامل فى أسرة مصرية بأحد أحياء القاهرة، ومنذ طفولته أخذ والده يبث فيه كراهية الاحتلال، وعندما شب مصطفى كامل أخذ على عاتقه أن يوجه كل طاقاته إلى خدمة قضية بلاده، وتخرج فى مدرسة الحقوق فى ذلك الوقت عام 1894، وسافر إلى باريس لدراسة القانون، ، اشتغل بالمحاماة ورفض الاشتغال بالوظائف الحكومية حتى لا ينشغل عن قضيته الأساسية، وحتى لا يخضع لسيطرة الاحتلال واعتمد فى حركته الوطنية والكفاح على وسائل عدة، منها كسب الخديو عباس حلمى الثانى إلى جانب الحركة الوطنية. لكنه فقد الأمل بعدما تحول الخديو عن وطنيته، وقام الزعيم مصطفى كامل بالاتصال بالسياسيين والصحفيين والمثقفين الفرنسيين، وكون معهم علاقات ودية، لكنه فقد الأمل أيضاً بعدما اتفقت فرنسا مع إنجلترا سنة 1904، ودعا إلى قضية مصر فى الخارج فى جميع المحافل الدولية، ونشر فى الصحف الفرنسية المقالات النارية التى تندد بالاحتلال وطاف بعواصم الدول الأوروبية محاولاً كسب عطفهم تجاه قضية بلاده، وهو صاحب المقولة المشهورة: «لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس»، أسس جريدة «اللواء» عام 1900 لتنطق بالجلاء والدستور، كما أسس الحزب الوطنى 1907 ونادى بتأسيس الجامعة المصرية.. هكذا نجح مصطفى كامل بأسلوب المحاماة فى تثنية الضمير العام إلى حقوق مصر فى الاستقلال.. رحمك الله يا صاحب النشيد الوطنى المصرى وكما نددت بالاحتلال فى جميع المحافل الدولية نتذكرك فى جميع المحافل الدولية السياسية والرياضية عندما يعزف السلام الوطنى لمصر الحبيبة. وائل التونى المحامى