قال الكاتب البريطانى البارز باتريك سيل إن عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية «لم يتطرق إلى مسألة ترشيحه لرئاسة مصر خلال مشاركته فى منتدى من أجل الدبلوماسية الجديدة، الذى عقد مؤخرا فى باريس»، مستدركا بأنه «على العكس من ذلك، دافع عن بلاده بقوة رافضا التقارير التى تؤكد تعرض مصر للفوضى، فهى دولة ذات تاريخ يمتد إلى خمسة آلاف سنة، ويمكن الاعتماد عليها كى تبقى لآلاف السنين». وأضاف الكاتب فى مقال مطول له تحت عنوان «صوت عربى»، والذى نشرته صحيفة نيويورك تايمز أمس: «على الرغم من كل شجاعته، وفكره الرائق ومكانته، فإنه يظل بمنأى عن عملية صنع السياسية الدولية السائدة». وأعرب سيل عن «شفقته الشديدة» أن يكون موسى بوصفه أمينا عاما لجامعة الدول، ذا تأثير ضعيف، مشيرا إلى أنه يرأس هيئة «ضعيفة» التى تتميز قممها ومداولاتها ب«الانقسامات العربية بدلا من الوحدة العربية». ووصف الكاتب البريطانى المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط، عمرو موسى، البالغ من العمر 74 عاما بأنه «صارم ودمث وواضح القول»، مشيرا إلى أن كونه معروفا بأنه «عصبى المزاج» من وقت لآخر أمر نادرا ما يدعو إلى الدهشة، فالدول التى يمثل مصالحها المشتركة عادة ما تتشاجر مع بعضها البعض وتسعى وراء مصالح وطنية «ضيقة» مع قليل من الاهتمام بالمصلحة العامة أو أنها «سلبية» بأكثر من المعتاد. ونبه «سيل» إلى أن منصب الأمين العام، ليس مريحا لهذه الأسباب، لافتا إلى أن عمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، شغل ذلك المنصب منذ عام 2001، مؤكدا أنه «بذل أفضل ما لديه فى ظروف صعبة ولكن صوته كان فى كثير من الوقت صوتا يصرخ فى البرية». وأوضح «سيل» أن ذلك كان واضحا يوم الاثنين الماضى عندما ألقى موسى كلمته أمام حضور غفير بمنتدى « من أجل الدبلوماسية الجديدة» الذى عقدته الأكاديمية الدبلوماسية الدولية الفرنسية، بالاشتراك مع صحيفة «انترناشيونال هيرالد تريبون»، قائلا: «قد يكون هناك قليل من الاختلاف مع ما عساه أن يقول، رغم أن ملاحظاته فى كثير من الوقت، تصادمت مع حقائق السياسة الدولية (القاسية)». وأشار «سيل» إلى أن الصراع العربى - الإسرائيلى كان، بؤرة خطاب عمرو موسى، وقال على الرغم من أنه دافع عن ضرورة منح الرئيس الأمريكى باراك أوباما مزيدا من الوقت كى يحقق رؤيته للسلام، فإنه حذر من أن الفشل وشيك. وقال إنه انتقد بشدة نظرية «إدارة الصراع» التى تتمثل فى الهدف الأمريكى «مفرط التواضع» الذى يتمثل فى كثير من الدبلوماسية الأمريكية فى العقود الماضية، حيث أكد أن الوقت قد حان ل«حل الصراع». ونبه «سيل» إلى أن رسالة موسى الرئيسية هى أنه «يجب أن يجمع المجتمع الدولى الآن على البحث عن تسوية، وأنه لابد من طرح قضية الصراع العربى - الإسرائيلى على الأممالمتحدة كى يتعامل مجلس الأمن معها. وقال «سيل» إن موسى لم يكن لديه شك فى أن اعتداء إسرائيل على غزة منذ عام مضى كان «عملا عدوانيا» وأن توسعها الاستيطانى المستمر يدمر إمكانية حل الدولتين. وأشار «سيل» إلى أن موسى ظل صامتا إزاء أسئلة حول من الذى سيضغط من أجل طرح الصراع أمام مجلس الأمن؟ ومن سوف يأخذ بزمام القيادة؟ وأى دولة أو مجموعة من الدول سوف تأخذ بزمام المبادرة؟ وقال «سيل»: «عندما سئل عمرو موسى عن الجدار الفولاذى وإذا ما كان يهدد بتشديد حصار إسرائيل على المنطقة، رد موسى بأنه ينبغى أن يكون معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحا كقاعدة، أكثر منه استثناء فلابد أن يسمح للفلسطينيين بأن يدخلوا ويخرجوا». وعلق «سيل» على ذلك القول بأنه ليست هناك إشارة إلى أن الحكومة المصرية تشاركه هذا الرأى. ولفت سيل إلى أن موسى استهجن «المعايير المزدوجة الفاضحة» لدى الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها فى التعامل مع المشكلة النووية الإيرانية، معتبرا أن التركيز على إيران وتجاهل ترسانة إسرائيل النووية «خطأ جسيم» فما يريده العرب هو شرق أوسط خال تماما من الأسلحة النووية.