وجدت نفسى سعيداً باستجابة الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، لفكرتى التى يدخل بها التاريخ متفوقاً على سعد باشا زغلول والنحاس باشا، ويرد بها بأناقة بالغة وشموخ على كل من عكر صفوه فى إعلان الزواج بمحاولات الإثارة، سواء على شاشة الفضائيات أو فى مجلس الشعب، ويثبت من خلال فكرتى أنه ابن الشعب المصرى الفقير، الذى يعانقه ويلامسه فى همومه وأوجاعه، طبعاً هتسألونى إيه فكرتك يا جلال؟؟ إجابتى أن يتقدم الدكتور نظيف بإعطاء الشعب الفرصة فى أن يفرح بزواج رئيس وزرائه بدعوته إلى الاستاد، وأن يكون هذا الزواج مع الفقراء فى عقد القران الجماعى، الذى تنظمه محافظة القاهرة كل عام للذين لا تساعدهم إمكانياتهم المادية فى توفير مصاريف الاحتفال بالزواج، كم ستكون سعادة الشباب المعقود قرانه فى هذا الطابور، وسيكتب لهم التاريخ هذا اليوم، الذى يعيد للتاريخ العالمى أمجاد «غاندى» رئيس وزراء الهند، الذى كان يمشى فى الشارع مرتدياً الشورت والصندل وسط فقراء الهند! إن هذه الفكرة ستطغى على أسطورة التاريخ «غاندى»، خاصة أنها تثبت أن رئيس وزراء مصر من الفقراء ويلاقى نفس المعاناة، وعندما يفرح فهو يفرح وسط حفل زفاف الفقراء، الذى سينعكس عليهم بارتفاع روحهم المعنوية. لماذا لا نفرح برئيس وزرائنا وهو يسطر فى التاريخ أنه أول رئيس وزراء لمصر يتم زواجه وهو فى منصبه.. وتأتى الأيام لهذا الجيل لمشاهدة هذا اليوم لأول مرة.. لقد احتفلت من قبلنا إنجلترا عندما رزق رئيس وزرائها تونى بلير بمولود، وهو فى منصبه، وكانت هى السابقة الأولى فى التاريخ وتم رصدها، وعندما تأتينا نفس الفرصة لنتباهى برئيس وزرائنا نقلبها دراما.. إيه الحقد ده يا رجالة؟؟ إيه رأيكم أن هذا الزواج سيتم رصده وإعلانه فى جميع دول العالم لأول رئيس وزراء فى العالم يتزوج زواجاً ذكياً وهو فى منصبه.. إنه الذكاء التكنولوجى الذى يطبق لأول مرة فى مصر، فالتكنولوجيا المجردة لم تأت ثمارها فى مصر من قبل. أرجوك لا تغضب يا معالى رئيس الوزراء، فأنا أعلم أن لى فى قلبك تقديراً خاصاً منذ حضرت إلى مكتبك لتكريمى حيث سطرت تاريخ الإسكواش بالفوز بالمراكز الأول والثانى والثالث فى بطولة العالم بنيوزيلاندا، وكنت وقتها رئيساً لاتحاد الإسكواش، أرجوك لا تحزن فالأصالة كلها فى فلاحى مصر ويعلمون جيداً أنك تعمل بذمة 18 ساعة فى اليوم، وقد أفادونى حيث إننى أعيش فى وجدان هذا الشعب من خلال برنامجى «مواقف وطرائف» الذى ألغاه بعد عشرين عاماً أنس الفقى.. وبصفتى أيضاً ممثل الفلاحين فى بلدنا «سنديون» أنهم يشاركونك الفرحة وعايزين يحضروا بخيولهم الراقصة ليعبروا عن معدنهم الأصيل مشاركة منهم فى يوم فرحك وارتباطك بالذكاء فى القرية الذكية.. وقد جاءنى صوت الدكتور نظيف تليفونياً هل يرضيك يا جلال؟؟ هل أنا أستحق ذلك؟؟ فبادرته قائلاً إن من يملكون الأصوات العالية والحناجر القوية لا ينعمون بغير ذلك، فوقتهم فقط فى حناجرهم، ولذلك فهم حاقدون لأنهم لا يستطيعون أن يفعلوا مثلك، وأتحدى أن ترضى أى امرأة ذكية أن تكون زوجة لهم، أنا ألتمس لهم العذر، فهم لا يملكون إلا حناجرهم وأنت لديك الباقى. أرجوك تقبل تهانى المذكور أعلاه فى هذا المقال وحتى ألقاك. بالمناسبة إيه رأيك أروج فكرة أن يكون يوم الزفاف إجازة رسمية تضاف إلى أعيادنا وإجازاتنا.. فأجابنى أصل يا جلال... وسكت... وقلت خلاص أنا فهمت سيادتك.