حين تراقب عن كثب أحوال الدنيا من حولك تجد فى كل مرة سؤالاً يفرض نفسه أمامك: ترى من هو نائب إبليس الخبيث؟! ■ فهل هو من أدخل مصر فى نفق الأحداث وتوابعها واحترف الفشل فى كل مرة لإدارة هذه الأزمات حتى وصل بنا الحال لكارثة نجع حمادى التى انفجرت من وجهة نظرى نتيجة تراكم المشاكل التى علقت وترك الحل فيها للزمن أو رهنت القضايا الخلافية فيها لنعمة النسيان.. فقد يؤدى الإهمال أحياناً إلى إشكالية اضطهاد فى نفوس البعض من المصريين مما يساهم فى تشويه صورة مصر فى الخارج ويشعل نفوس الفتنة فى الداخل. وربما سرعة المحاكمة والشفافية فى المعالجة هما أحد المهدئات.. ولكن ترى من هو نائب إبليس الخبيث الذى يحرك الأقباط فى المهجر فى أمريكا وأوروبا؟!.. لا توجد إجابة واضحة، ولكن الشىء الأكيد أن قداسة البابا شنودة هو الشخص الوحيد القادر، بإيمانه الكبير وولائه الأصيل لوطنه، أن يحتضن الجميع ويقوم بإسكات «نائب إبليس» وشركائه، فالأبالسة تخاف من رجال الحكمة المتدينين، فالفتنة لا تخدم سوى مصالح الشياطين.. ومن ثم جاءت السيول وأغرقت الجميع مسلمين ومسيحيين وأدمعت قلوب ومنازل المصريين، فما يحدث لنا هذه الأيام هو خبطات متتالية يستفيد منها نائب إبليس الخبيث وضد مصلحة كل المصريين. ■ وإذا نظرنا إلى خارج الحدود نجد الإسرائيليين هم أعداؤك الذين انتصرت عليهم لتسترد أرضك واستقلالك، وهذا ما يبحث عنه البعض من العرب حتى الآن، وعقدنا اتفاقية سلام تحفظ لنا الحقوق والحدود ولكن دائماً مع هؤلاء لا تضمن أن تغمض عينيك لتعيش فى أمان، فنائب إبليس يملؤه الغرور دائماً ويراوده الحلم أحياناً فيخرج البعض بتصريحات تشعل فتيل الغضب وتثير مشاعر العرب فى كل مكان، فعلينا الانتباه. ■ أما من الجهة الأخرى فهناك جيران من الإخوان الفلسطينيين الذين يظل السؤال المطروح عليهم هو: من نائب إبليس الخبيث الذى استطاع أن يلعب باحتراف بين صفوف الفلسطينيين؟ فانقسموا فيما بينهم لفرقاء وتم القتل بينهم والسرقة والخطف حتى اتسعت الفجوة وطالت حالة الجحود والانفصال لأكثر من ثلاث سنوات وهم فى الأصل الشركاء فى العذاب والقهر.. ولكن الدعم المادى والعسكرى للبعض سمح بالاستقواء والرفض وتناسوا أن قوتهم فى الاتحاد، ولكنهم للأسف انقسموا وتطاولوا على حدود مصر، مما أدخلنا معهم فى أزمات، فليعلم نائب إبليس أننا، نحن المصريين، لنا حقوق عليهم ولا نتساوى مع الإسرائيليين فى الانتقام والتهديد والاغتيال. ■ ونتذكر هنا لبنان الذى استقر فيه نائب إبليس الخبيث لسنوات طويلة يرعى التفرقة والفساد ويشعل الطائفية والاضطهاد. ■ ويبقى أن يحدد القارئ من هو نائب إبليس الخبيث الذى يظهر فى كل موقف فى شكل قول أو دولة أو نظام أو تنظيم أو ربما حلف معين يتمحور ويتشكل ويتنقل من خلال فروعه وخيوطه التى تظهر فى كل مكان. ■ فأحياناً نجد نائب إبليس الخبيث متمثلاً فى شخص، فهو متطوع دائماً للشر ومؤسس فعال للخبث.. أيضاً يعتبر نفسه خبيراً فى تلوين وتزييف الحقائق، هادئ دائماً ليؤكد لك صورة الضحية، وثائر أحياناً حين يرسم صورة البطل المقدام بتصريحاته وكلامه فقط، أما فى إطار التصرفات فهو أستاذ فى الكذب والادعاء.. وإذا أخذنا أفضل مثال لنائب إبليس الخبيث فقد نجده متوفر على إعلامى وسياسى صديق، فتجده بعد أن أصابه الكثير من أضواء الشهرة وهاجمته عوارض التغيير مع حالات من الكذب الشديد والادعاء للتقرب من كل صاحب منفعة له سواء كان بواباً أو وزيراً فمصلحته للوصول إلى السلطة واستمرار الشهرة هى البوصلة التى تحرك اتجاهاته ويتناسى دائماً أقرب الناس له، ويتنكر لكل من ساهم فى نجاحه ويظهر لك مع الأيام التناقض بين أفعاله وكلامه فهو يسعى لتسويق نفسه أمام الإعلام، إنه صاحب المبادئ الإنسانية ووجهات النظر السياسية التى يجب أن تدرس لجميع الشعوب والحكومات، وهو يحمل فى داخله قدراً من الغيرة والكراهية حتى ربما يكون نائب إبليس الخبيث بالنسبة له تلميذاً، فالحياة مليئة بأشخاص نصادفهم، ويترك الزمن ليكتب عن بطولاتهم أو نذالتهم مع أصدقائهم أو دولهم أو أحزابهم وهذه فقط مقدمة عن نائب إبليس الخبيث.. وانتظروا المزيد فى الحلقات القادمة.