400 مليون جنيه الخسائر المبدئية للسيول.. والحكومة تبحث نقل جميع المبانى من المناطق المنكوبة

قدرت إحصائيات مبدئية لغرفة عمليات مجلس الوزراء خسائر المناطق المنكوبة جراء السيول بمحافظات أسوان وشمال وجنوب سيناء بنحو 400 مليون جنيه. وأشارت الإحصائيات إلى تهدم 1132 منزلاً بشكل كامل، و345 بشكل جزئى، وقطع 97 طريقاً، وتدمير وإتلاف وغرق 7 آلاف و233 فداناً مزروعة، واقتلاع 82 برجاً كهربائياً، وإتلاف واقتلاع أكثر من 13 ألف شجرة زيتون ونخل وموالح،
وتقدر خسائر المصانع التى توقف عملها بسبب السيول بنحو 20 مليون جنيه، بينما تصل تكلفة إجمالى عمليات إصلاح أبراج الكهرباء والمحطات وشبكات الصرف الصحى ومياه الشرب والغاز إلى نحو 100 مليون جنيه.
ويعقد مجلس الوزراء اجتماعاً، الأربعاء المقبل، برئاسة الدكتور أحمد نظيف، رئيس المجلس، لمناقشة آليات إزالة آثار السيول واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمواجهتها فى حال تكرار حدوثها.
كما ستتم خلال الاجتماع مناقشة تنفيذ نقل المبانى الواقعة فى مسار مخرات السيول إلى أماكن اخرى، وبناء مساكن بديلة للوحدات التى انهارت بفعل السيل فى أسوان والعريش وقنا، بدلا من منح أصحابها تعويضات، بالإضافة إلى متابعة أوضاع الاستثمارات التابعة للقطاعين الخاص والأعمال العام وحصر المشكلات التى تعرضت لها المصانع جراء السيول وعلاجها فى أسرع وقت ممكن.
وقال الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، إنه يجرى، الآن، حصر الأسر المتضررة من السيول والتى بلغ عددها نحو ألفى أسرة، وزيادة التعويضات وفقا لتعليمات الرئيس مبارك إلى 25 ألف جنيه، وأكد نظيف الاستمرار فى رعاية المتضررين حتى يعودوا إلى منازلهم أو إعادة تسكينهم.
وفى سياق متصل، بعثت وزارة الموارد المائية والرى بتقرير إلى مجلس الوزراء، أمس، يفيد باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من خطورة السيول، والآثار الناتجة عنها، وخاصة حماية المنازل والزراعات الواقعة فى مخرات السيول، وأكد الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى، أن وزارته أرسلت تحذيرات إلى المحافظات المنكوبة، قبل أسبوع من حدوث السيول، تطالبها باتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الخطر القادم.
من جهة أخرى، أعلن الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، عن بدء تشغيل مبنى الطوارئ بمستشفى العريش العام، وتشغيل أقسام الاستقبال والطوارئ، والعناية المركزة والأطفال حديثى الولادة، والكلى الصناعى والمعامل والأشعة والعيادات الخارجية، بالإضافة إلى تشغيل جزئى للأقسام الداخلية، سعة 30 سريراً، لمواجهة الحالات الطارئة، وأشار الجبلى فى تصر يحات صحفية، أمس، إلى أنه يجرى حالياً الاستعداد لتشغيل باقى القسم الداخلى خلال 48 ساعة.
وعلى صعيد متصل، أكد تقرير أعده المهندس علاء فهمى، وزير النقل، أن فريق المهندسين بهيئة الطرق والكبارى يواجه صعوبات فى إزالة الصخور المنهارة على الطرق بفعل السيول، حيث تحتاج الصخور إلى التفتيت أولاً.
وطلب فهمى من المهندس طارق العطار، رئيس هيئة الطرق والكبارى والنقل البرى، سرعة التحرك لإصلاح الأضرار بالطرق المغلقة لإعادة فتحها مرة أخرى عن طريق استخدام معدات هيئة الطرق والكبارى والشركات القومية، فضلا عن شركات مقاولات القطاع الخاص العاملة فى الطرق، على أن يتم التعامل بشكل «شفهى» مع الشركات بعيداً عن بيروقراطية المعاملات الورقية، لضمان سرعة إصلاح الأضرار وإعادة تشغيل الطرق.
من جانبه، أشار العطار إلى أن عدداً من المناطق الرئيسية تأثرت الطرق فيها بالسيول‏، الأولى هى منطقة القنال وشمال سيناء، وتم تشغيل طريقين منهما، بينما لا تزال طرق :الحسنة-أبو عجيلة، وبئر لِحسن‏-بردال، ولِحسن‏-أبو عجيلة، مغلقة لحين انتهاء السيول، ولا يزال طريقا وادى وتير، والطور-مفارق كاترين، مغلقين وجار إزالة العوائق منهما، لافتاً إلى أنه تم إصلاح نحو 14 طريقاً، وتمت إزالة 50%‏ من العوائق على طريق كاترين‏-وادى فيران، وجار التعامل مع باقى الطريق تمهيدا لتشغيله بالكامل.
وأضاف العطار أن منطقة البحر الأحمر، لايزال بها طريق القصير - قفط مغلقاً، لوجود قطعين به يصل طول أحدهما إلى 40‏ متراً وعمق 3‏ أمتار‏،‏ والآخر بطول 200‏ متر وعمق يتراوح بين مترين و‏3‏ أمتار فى بعض المناطق‏، مشيراً إلى أن المنطقة الأخيرة التى تأثرت فيها الطرق بالسيول هى أسوان، حيث تم إعادة تشغيل الطرق المتضررة بها.
من جانبه، أكد المهندس مصطفى قناوى، رئيس هيئة السكة الحديد، أن خط السكة الحديد لم يتأثر فى المنطقة الواقعة بين محافظتى الأقصر وأسوان، وأنه تم رفع حالة الطوارئ خلال الأيام المقبلة تخوفا من وجود سيول أخرى قد تؤثر على خدمة نقل الركاب.
من ناحية أخرى، تبدأ، اليوم، لجنة من وزارة الإسكان ممثلة فى الجهاز المركزى للتعمير بالتعاون مع محافظة شمال سيناء رصد حجم الخسائر فى وسط سيناء، والخاصة بالمنازل فقط، بينما تنتهى اللجان الثلاث التى كلفتها الوزارة بحصر الخسائر فى محافظة أسوان، من عملها، يوم الخميس المقبل.
وعلى صعيد عمليات الإنقاذ الجارية، أزالت عناصر من المهندسين العسكريين بنطاق الجيش الثانى آثار السيول بمستشفى العريش العام، وقدمت خمسة أطقم طبية المعونة للأهالى ونقلت المصابين بعربات إسعاف عسكرية،
كما قدم مستشفى العريش العسكرى الدعم الطبى للمنكوبين، وأقامت القوات المسلحة معسكراً لإيواء المنكوبين يسع 1000 فرد فى مدينة العريش، ومعسكراً آخر بمنطقة أبو صويرة جنوب سيناء.