انهيار منشآت القرية الأوليمبية وعشرات المنازل شرق العريش بسبب السيول

انهارت بعض منشآت القرية الأوليمبية الواقعة بجوار مصب وادى العريش، وتحطمت صالة الإسكواش ومدخل القرية وعدة مبان، وأصيبت الهياكل الخرسانية بشروخ خطيرة.. تكلف إنشاء القرية 90 مليون جنيه وواجه اعتراض مجلس محلى المحافظة، إلا أن المحافظ السابق أصر على إنشائها بنفس الموقع بالمخالفة لقانون وزارة الرى، وتسببت السيول التى تعرضت لها محافظة شمال سيناء منذ أيام فى انهيار عشرات المنازل والورش بمدينة العريش، وقال عدد من المنكوبين إن إشغالات مجارى السيول تسببت فى مضاعفة الآثار المدمرة التى خلفتها.
وقال محمد مصباح، موظف غرق منزله بالكامل، إن السيل لم يكن ليدمر ويغرق بيوتاً على هذا النحو لولا ما حدث من إشغالات داخل المجرى أدت إلى احتجاز المياه وتجمعها، فلم يكن هناك بديل من الخروج عن المجرى الطبيعى المسدود ليغرق منازلنا ويعرضها ليس لتلف ما بها، ولكن المبنى نفسه انهار بفعل المياه المتحركة التى كشفت عن الخطورة التى نعيشها وأسرنا.
وأضاف سعيد أبوحمام صاحب مزرعة اختفت بفعل السيول: «كل شىء غرق، ولم يعد بمزرعتى أى أشجار، والخراطيم اندفعت إلى البحر ومعها طلمبات ومعدات بآلاف الجنيهات».
ووقف على كورنيش وادى العريش آلاف المواطنين، واضطر الكثير منهم للعبور سباحة أو مشياً وسط الطين والمياه، عائدين إلى بيوتهم بالعريش الشرقية عقب تعرض الطرق للدمار الكامل..
وأمام تعذر الوصول إلى شرق العريش أجرت «المصرى اليوم» اتصالاً مع أحد الأهالى محمد الحداد، صاحب أحد المحال، قال إن 45 منزلاً تعرضت للحصار بفعل المياه وتهدم منها ما يقرب من 25 منزلاً وأكثر من 60 ورشة ومحلاً تجارياً تعرضت لخسائر مالية كبيرة.
وحول الإغاثة والإنقاذ، أضاف أن «الإنقاذ يقوم به الأهالى فقط ولم نر أى مسؤول، وقمنا بتقديم البطاطين التى جمعناها من منازلنا والأغذية التى واجهتنا صعوبة بالغة فى شرائها، فالأسواق خالية من أى شىء حتى إن بعض الأدوية نفد ونحن معزولون تماماً وليس أى مسؤول أو دفاع مدنى كل حاجة هنا يقوم بها الأهالى، يساعدون بعضهم البعض وكأن مفيش دولة.. وصلوا صوتنا نحن نستغيث.. قرية عاطف السادات تتعرض لكارثة».
وقال أحد كبار المسؤولين بالرى إن الكارثة صنعتها قرارات خاطئة للمحافظين السابقين، حيث أنشأ اللواء أحمد عبدالحميد سوقاً للباعة الجائلين بمجرى الوادى وهو السبب الرئيسى لانهيار سد الوادى،
أما الكارثة الأكبر بحسب قوله فهى إصرار اللواء محمد عبدالفضيل شوشة على إنشاء قرية شبابية رياضية أوليمبية عند مصب الوادى بتكلفة أكثر من 90 مليون جنيه وإلى جوارها قرية الصحفيين.
وأكد نفس المصدر أن ارتفاع سد «الروافعة» وهو الأهم بين سدود سيناء لا يكفى لاحتجاز عُشر كمية المياه التى دخلت من وديان وسط سيناء، وزاد عليها وادى الأزارق القادم من النقب داخل الحدود الإسرائيلية».
واختتم قائلاً: «لا يمكن لأحد أن يتوقع سرعة المياه أو كميتها ولكن لتفادى الأضرار يستوجب إبقاء مجاريها خالية على الدوام».