وزير الأوقاف ومحافظ جنوب سيناء يهنئان أسقف السمائيين بشرم الشيخ بالعودة من رحلة علاجية    وقف خطة تخفيف الأحمال مؤقتًا في هذه المناطق.. قرار عاجل من الحكومة يكشف التفاصيل    زيادة في سعر الذهب مع بداية تعاملات السبت    غرفة صناعة الحبوب: انخفاض أسعار الخبز السياحي بنسبة 35%    الطن تحت 43 ألف جنيه.. تراجع أسعار الحديد السبت (موقع رسمي)    الوزراء: بدء الإنتاج التجريبي لإطارات السيارات الملاكي للمقاسات الأكثر انتشارًا واستهلاكًا في مصر    "الكهرباء" تكشف تفاصيل المنتدى رفيع المستوى لترابط قطاع الطاقة في إفريقيا    رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين    الجارديان: إسرائيل لديها فرصة تغيير مكانتها بالشرق الأوسط لكن بدون نتنياهو    سامح شكري: نطمح لتعزيز التعاون التجاري مع تركيا حتى يصل 15 مليار دولار    معلق مباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي في دوري أبطال أفريقيا    ارتفاع الموج 3 أمتار.. الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم السبت على مختلف المناطق    مخدرات ب 35 مليون جنيه.. ضبط 10 كيلو كوكايين و25 كيلو حشيش في الإسماعيلية    بعد "بكائه الشديد في الجنازة"..نهال عنبر توجه رسالة ل أحمد صلاح السعدني    حكومة باربادوس تعترف بدولة فلسطين    منصة للأنشطة المشتركة بين مصر وألمانيا.. حصاد أنشطة التعليم العالي في أسبوع    موقف حجازي وبنزيما| تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام الحزم بالدوري السعودي    حسام عبد المجيد: مواجهة الأهلي مهمة ولكن مثل مباريات الدوري.. والأهم دريمز    وزير الري: إنشاء 60 بئرا جوفيا في تنزانيا لتوفير مياه الشرب النقية    أسعار السلع التموينية اليوم السبت 20-4-2024 في محافظة قنا    «التعليم» تحدد أخر موعد للتسجيل لامتحان الترم الثاني للمصريين في الخارج    انتشال جثة طالبة غرقا في مياه النيل بالبدرشين    على وقع توقعات بعملية عسكرية وشيكة.. تقارير إسرائيلية: ربع مليون فلسطيني غادروا رفح    ناقد فني عن صلاح السعدني: ظنوه «أخرس» في أول أعماله لإتقانه الكبير للدور    أمين الفتوى: تسييد النبي فى التشهد لا يبطل الصلاة    فضل الذكر: قوة الاستماع والتفكير في ذكر الله    منها زيادة الوزن.. خبراء يحذرون من أضرار الحليب المجفف    «الصحة»تخطط لتحسين جودة الخدمات المقدمة للأطفال والمراهقين    القمح الليلة ليلة عيده، فرحة أهالي الشرقية ببدء موسم الحصاد (فيديو)    إصابة 16 شخصًا في حادث إنقلاب سيارة ميكروباص بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    بروتوكول تعاون بين جامعة طيبة وجهاز المدينة الجديدة لتبادل الخبرات    التنمر على هذه الفئات يعرضك للحبس 5 سنوات    كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا مضادا للطائرات    بعد تغيبها 4 أيام.. قرية الحي بالصف تستقبل الطالبة فرح العطار بالتكبير|فيديو    كيف أدعو الله بيقين؟ خطوات عملية لتعزيز الثقة بإجابة الدعاء    تواصلت مع دولتين .. هل تبحث حماس نقل مقرها إلى خارج قطر؟    مياه الشرب بالجيزة: عودة المياه تدريجيا لمنطقة منشية البكاري    بالأسماء.. غيابات الأهلي أمام مازيمبي في دوري أبطال إفريقيا    يُغسل ولا يُصلى عليه.. حكم الشرع تجاه العضو المبتور من جسد الإنسان    القنوات الناقلة لمباراة الأهلي ومازيمبي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا    عمر مرموش يساهم بهدف في فوز آينتراخت فرانكفورت على أوجسبورج 3-1    مشتت وفاصل ..نصائح لتحسين التركيز والانتباه في العمل    7 أيام في مايو مدفوعة الأجر.. هل عيد القيامة المجيد 2024 إجازة رسمية للموظفين في مصر؟    ابسط يا عم هتاكل فسيخ ورنجة براحتك.. موعد شم النسيم لعام 2024    ميدو يكشف احتياجات الزمالك في الميركاتو الصيفي    نسرين أسامة أنور عكاشة: كان هناك توافق بين والدى والراحل صلاح السعدني    أهالي قرى واحة الفرافرة في ضيافة الأسبوع الثقافى الفني بالوادي الجديد    انطلاق حفل الفرقة الألمانية keinemusik بأهرامات الجيزة    أهالى شبرا الخيمة يشيعون جثمان الطفل المعثور على جثته بشقة ..صور    حريق هائل بمخزن كاوتش بقرية السنباط بالفيوم    انفجار في قاعدة كالسوم في بابل العراقية تسبب في قتل شخص وإصابة آخرين    خالد منتصر: ولادة التيار الإسلامي لحظة مؤلمة كلفت البلاد الكثير    أدعية الرزق: أهميتها وفوائدها وكيفية استخدامها في الحياة اليومية    ناقد رياضي شهير ينتقد شيكابالا وتأثير مشاركاته مع الزمالك .. ماذا قال؟    إياد نصار: لا أحب مسلسلات «البان آراب».. وسعيد بنجاح "صلة رحم"    يسرا: فرحانة إني عملت فيلم «شقو».. ودوري مليان شر    آلام العظام: أسبابها وكيفية الوقاية منها    مرض القدم السكري: الأعراض والعلاج والوقاية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اكتفاء القمح ليس مستحيلاً

مع كل أزمة قمح عالمية يطرح إعلامنا والشارع المصرى نفس التساؤل الذى بات موسميا وهو «هل يمكن لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتى من القمح؟» والإجابة قبل أن نخوض فى التفاصيل نعم – إذا أردنا – يمكن لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح .. ولعلنى اشترطت متعمدا الإرادة شرطاً أساسياً لتحقيق الاكتفاء لأننى أعلم كغيرى من الزملاء والخبراء العاملين فى مجال إنتاج المحاصيل الزراعيه أن ذلك ليس مستحيلا من الجانب الفنى، ولكن شرط أن يقترن بإرادة سياسية وإدارة فنية تحولانه إلى حقيقة على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات. إن تحقيق الاكتفاء الذاتى لم يعد ترفا بل ضرورة ملحة وعاجلة للأسباب الآتية:
■ التغيرات المناخية التى تؤثر على مراكز إنتاج القمح فى العالم ولعل ما أصاب روسيا من هذه التغيرات خير دليل على احتمال عدم إمكانها تصدير القمح وهى من المصادر الرئيسية فى تلبية احتياجات مصر من القمح.
■ الاحتكار وتقلبات السوق العالمية للقمح، وهما معاً يلعبان دوراً أساسياً فى التأثير على القرارات القومية والمصيرية للدول المستوردة، وقد أصبحت مصر أولى الدول المستوردة للقمح فى العالم، وعلى حسب احتياجاتها يتحدد سعر القمح فى هذه السوق.
لا أود أن أطيل فأعود إلى التساؤل المطروح.. كيف لمصر أن تحقق الاكتفاء الذاتى من القمح.. هل الموارد الأرضية والمائية كافية؟ والإجابة: نعم كافية.
تبلغ مساحة الأراضى الزراعية 8.5 مليون فدان يخصص منها 2.5 مليون فدان لمحاصيل الخضر والفاكهة.. ويبقى لمحاصيل الحقل 6 ملايين فدان.. يتنافس على شغل هذه المساحة خلال الشتاء والربيع (من أكتوبر إلى يونيو) القمح والبرسيم، وكان معهما القطن، ولكن خارت قواه وبعد أن كان يشغل 2 مليون من هذه المساحة فى الخمسينيات أصبح يشغل ما لا يزيد على ربع مليون فدان.
إذن عندما تبدأ الدورة الزراعية فى أكتوبر تكون المنافسة أساساً بين القمح والبرسيم، وغالباً ما تنتهى لصالح البرسيم، فهو غذاء ماشية اللبن واللحم، ولكن لابد من ضبط إيقاع المنافسة بين البرسيم والقمح مع المحافظة على مساحات المحاصيل الأخرى على النحو التالى:
(1) يخصص 3 ملايين فدان للقمح (لا يتجاوز 2.5 مليون فدان حالياً).
(2) يخصص 1.5 مليون فدان للبرسيم المستديم (من أكتوبر - يونيو).
(3) يخصص نصف مليون فدان لمحاصيل البذور البقولية (فول/عدس/حمص/ترمس).
(4) يخصص نصف مليون فدان للقطن يسبقه برسيم مؤقت (أكتوبر/مارس).
(5) يخصص نصف مليون فدان لقصب السكر وبنجر السكر.
إن تخصيص 3 ملايين فدان لزراعة القمح أمر حيوى وضرورى، وهذه المساحة تنتج 9 ملايين طن بمتوسط إنتاج 3 أطنان/فدان (20 إردباً/فدان) وتستكمل احتياجاتنا من القمح وهى 12 مليون طن (80 مليوناً X 150 كيلوجراماً) بزراعة مليون فدان خلال فترة الصيف (يونيو– سبتمبر) بالذره الشامية وهذه المساحة كافية جداً لإنتاج 3 ملايين طن بمتوسط 3 أطنان/فدان (22 إردباً/فدان).
هناك تفاصيل فنية كثيرة لا أود أن أشغل بها القارئ، ولكن موجز ما سبق هو أن مصر تستطيع أن تحقق الاكتفاء الذاتى من القمح خلال خمس سنوات على أكثر تقدير من خلال:
(1) زيادة المساحة المنزرعة قمحاً إلى 3 ملايين فدان بدلاً من 2.5 مليون فدان حالياً.
(2) زيادة إنتاجية الفدان من القمح إلى 3 أطنان بدلاً من 2.8 طن/فدان حالياً.
(3) استكمال احتياجاتنا لرغيف الخبز بالذرة الشامية وخلط الدقيق بنسبة 3 أقماح : 1 ذرة شامية.
(4) ترشيد استهلاك الفرد إلى 150 كيلوجراماً بدلاً من 180 كيلوجراماً حالياً.
(5) تقليل فاقد الحصاد وما بعد الحصاد إلى 20% بدلاً من 30% حالياً.
(6) دعم مشروط لمزارعى القمح عن طريق:
(1) تحديد أسعار توريد مجزية.
(2) تقديم خدمة ميكنة زراعة وحصاد.
(5) توفير مستلزمات الإنتاج خصوصاً الأسمدة بأسعار مناسبة.
أما عن الإرادة السياسية المنشودة لتحقيق الاكتفاء الذاتى فإننى أتمنى أن يتبنى الرئيس حسنى مبارك موضوع الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الغذائية الرئيسية لارتباطها بالأمن القومى والسلام الاجتماعى باستحداث مجلس أعلى للأمن الغذائى. بحيث يختص المجلس ب:
■ وضع السياسات الزراعية الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائى وإعداد خطة زمنية يتم من خلالها تحديد سبل تشجيع المزارع على التوسع فى مساحة القمح وزيادة الإنتاجية عن طريق قصر الدعم الحكومى المشروط على المزارعين بتنفيذ الخطة الزمنية وبالتركيب المحصولى المقترح.
■ وضع التشريعات التى تجرّم استخدام القمح فى غير الاستهلاك الآدمى، وتكفى الإشارة إلى أن فاقد رغيف واحد للفرد/يوم يعنى فقد 3.2 مليون طن قمح تنتج من أكثر من مليون فدان، أى إهدار 2 مليار متر مكعب من المياه، وهو ما يعادل نصيب مصر من مشروع قناة جونجلى فى حالة تنفيذه!!! أى أن طموحاتنا المستقبلية فى زيادة حصتنا المائية يمكن توفيرها بقيمة الفاقد من رغيف واحد للمواطن فى اليوم!!.
وأخيراً العبور الزراعى بروح أكتوبر كفيل بتحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر من القمح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.