عندما وصل مسؤول معمل التحاليل فى مرفق المياه إلى العمارة 15 من شارع نصرى فهمى، خلف حديقة بدر، فتح حنفية المياه وصرخ «إف إيه المجارى دى، أنا هاقلب الدنيا»، وأخذ العينة وهو يسد أنفه وانصرف، مضت 15 يوماً والسكان يعانون من اختلاط المياه بالمجارى، لم تنقطع استغاثتهم بالمسؤولين فى مرفق المياه والمحافظة وكل الجهات، بالإضافة إلى الدعاء لله بالانتقام من الذين سقوهم المجارى. انتشرت الأمراض الجلدية بين عدد من السكان وأصيب بعض الأطفال بما هو أخطر من ذلك - كما يقول الدكتور بهجت عدلى - وجددوا شكواهم من جديد، وحضر مسؤول آخر من مرفق المياه واكتفى بالصراخ «إف إيه الريحة دى؟». وقال إن المقاول الذى وصل مواسير المياه تسبب فى هذه الكارثة وأنهم من أجل حياة السكان سيصلحون هذا الخطأ، ولم يحدث شىء أكثر من ذلك. وتمضى أيام حتى تتجدد صرخات سكان العمارة إلى حى مدينة السلام ومرفق مياهه، يطالبونهم بأن ينقذوا أطفالاً يتعرضون للإصابة بالفشل الكلوى ويتكرر حضور مسؤول العينات وتتكرر «إف» دون أن يتم حل المشكلة. المغلوبون على أمرهم يسألون الدكتور عبدالعظيم وزير - محافظ القاهرة - ورئيس حى مدينة السلام أن يرحماهم من شرب مياه المجارى، أم سيتركونهم حتى تتمكن الأمراض منهم ومن أطفالهم؟