محاصرون بين «الشعوذة» بالبخور و«القهر» بقنابل الدخان، ويرى البعض بالعين المجردة أن ثلاثين عاماً فى حكم دولة تكفى.. تكفى للحصول على معاش «كامل» وحياة «كريمة»، وأن «كامل» و«كريمة» «دخلتهم» بكره و«خارجتهم» بعد بكره لكن ليس عندهم شقة «للدخلة» ولا قبر «للخارجة»، وأنا مع حضرتك منذ أكثر من عام عمرك شوفتنى بالبيجاما فى البلكونة؟.. طبعاً لأ، إما البيجاما وحدها على «الحبل» وإما أنا وحدى على الجدار للفصل بين السلطات.. ثلاثون عاماً ظهر فيها الدش والمحمول والإنترنت واختفى الوطن.. وفى رواية «حذار من الشفقة» ل«ستيفان زفايج» أن عجوزاً أشفق عليه رجل فحمله على كتفه ثم اتضح أنه عفريت ظل يركب الرجل ويرفض أن يغادره، يهديك يرضيك الله يخليك، أبداً.. المهم أن الرجل مات وبطلة الرواية انتحرت وأبوها أفلس فى البورصة والضابط مات فى الحرب والمؤلف أصيب بالسرطان لكن بقى «العفريت» حتى الصفحة الأخيرة كلما اقتربت منه انبعث البخور وقنابل الدخان.. ويقول «أبومعشر الفلكى» مؤسس علم «التخمين» إن العفريت عندما يموت يطلع له عفريت يركب الناس وساعات يركب الأتوبيس.. ومدة حمل «الحوت» أحد عشر شهراً غير قابلة للتجديد إلا بمهر وعقد جديد.. و«الباتعة الكيكى» قعدت على ذمة «التيحى» ثلاثين سنة، وكان عندها «أوضة نوم» و«أربع غوايش» و«فتق إربى» ومع ذلك لم تنجب إلا بعد الطلاق، و«التيحى» خطف «العيل» وقال ده مش ابنى وكان عنده «تسجيل» بيصلحه سرقه.. المهم إن «الباتعة» جالها عريس فقرر «التيحى» أن يردها.. وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. إن أكثر الكتب مبيعاً فى العالم هو كتاب (حول العالم فى 80 يوماً) ل«جول فيرن» وهى أعظم الرحلات فى التاريخ قام بها المؤلف وتحكى عن مغامراته.. والآن بعد عشرات السنين اتضح أن «جول فيرن» كتبها وهو جالس على المقعد فى حجرة مكتبه وإنه لم يغادر «لندن» أبداً.. حتى أنت يا «جول فيرن» تتحدث عن إنجازات وهمية ومع ذلك بقى كتابه يثنى عليه الناس ويلتهمونه حتى الصفحة الأخيرة، حيث يجلس العفريت وينبعث البخور وقنابل الدخان. [email protected]