ليتها آثار الحكيم ما ظهرت، ليتها ما نطقت، نطقت كفرا، كانت كافية خيرها شرها، متفرغة لبيتها وزوجها وعيالها، محتفظة بذكرى حلوة، تركت آثار فينا أثرا، ولكن للأسف نقصتها الحكمة وهى تتعرى لفظيا فى مواجهة خصم يجيد الحوار العارى، التعرى الفضائى على هذا النحو صار جرما يرتكبه نفر من الفنانين عن عمد مع سبق الإصرار والترصد. إيناس الدغيدى أدمنت لعب دور «الجريئة» فى الفن والحياة، المقبول فى الفن ليس بالضرورة مقبولا فى الواقع، الخلط صار مرضيا عند إيناس، الفن مساحته براح، الواقع يضيق حتى خرم إبرة، الواقعية لها سياق آخر ولغة أخرى. ما تقوله إيناس على لسان أبطالها لا يجب أن تلفظه فى وجوهنا. إيناس كالقطار بدون فرامل، لا أحد يقف أمام القطار، وقفت آثار أمام القطار، داستها إيناس. أعتقد أن الصديقين وائل الإبراشى ومجدى الجلاد ندما كثيرا على تلك الحلقة «الفجة» التى ذهبت بعيدا عن فكرة برنامج 2X2 التى تجلى الحقائق لا تنشر الفضائح. الغسيل القذر الذى نشرته إيناس وآثار على حبل شهرتهما لا يرضى الصديقين. تؤذينا بشدة حوارات التعرى التى يتشدق بها «طونى خليفة» على حساب نخبة من النجوم المصريين فى «القاهرة والناس». لا أعرف لماذا يوافق البعض على التعرى أمام الشاشة، لماذا يفضل البعض الظهور عريا، لا أعتقد أن الأموال التى تراق تحت أقدام المتعرين كافية لخلع الملابس الداخلية هكذا. كيف يخلع البعض ملابسه فى الطريق العام؟ يقيناً هو مجنون، مجنون شهرة، نفر أدمن الشهرة فيخشى زوالها فيتمسك بأذيالها، ونفر يطلب الشهرة ولو عن طريق الاستربتيز الفضائى. البعض يتعرى فى وجوهنا مقابل دراهم معدودة. بعيدا عن سقطة آثار وإيناس هناك مخطط متعمد من بعض الفضائيات العربية لتعرية الحالة المصرية، فنيا واجتماعيا وسياسيا، فنيا باعتبار أن الوسط الفنى المصرى يقتات الرذيلة، ويسبح فى بحار العلاقات الغرامية، وأن الفنانات المصريات يكملن عشاءهن نوماً فى المخادع، وشطر من حياتهن فى المراقص، ويتخطفن أزواج بعضهن البعض، وينهشن فى لحم بعضهن البعض (حوارات مريم فخر الدين نموذجاً). واجتماعيا، أحياء الفقر والعشوائيات هى صيد الكاميرا، تتفنن الكاميرا فى تصوير القبح، لا ترى فى مصر جمالا حتى جمال عبدالناصر، تخلو الدول القزمية من حولنا من الكوارث والنكبات والموبقات والأمراض الاجتماعية، لكن مصر مريضة. مصر بعافية. مصر وحدها توشك الأمم أن تتداعى عليها كما تتداعى الأكلة على قصعتها. وسياسيا لا تستضيف تلك الفضائيات الموصومة بالثأرية السياسية من السياسيين والمحللين والمراقبين المصريين إلا المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع (ضيوف فيصل القاسم نموذجا). يا رب يأكل السبع من يأكل فى طبق مصر ويبول فيه، فليأكل السبع كل من يتطاول أو يتجاوز أو يذكر مصر بسوء. أكل السبع كل من يتطاول من ولاد مصر على مصر والمصريين، أهانت عليكم مصركم التى كنتم بها تفخرون؟! الخصومة السياسية كالخصومة الفنية فى بيتها، فى مصر، ليس منا من إذا خاصم فجر، والفجرة كُثر، الفجرة يظهرون فى رمضان أما الشياطين فتُسلسل فى رمضان. الفُجر أخطر من الشيطنة، ومن الفُجر التعرى الفضائى.