تخيل أن تصحو تدير مؤشر الراديو إلي محطة الأغاني وكلك أمل أن تستمع إلي أ غاني تنعشك وتفتح نفسك علي الحياة ثم تصطدم في هذا الصباح الباكر وقبل أن تقول يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ببرنامج إذاعي اسمه «أصَبح وأسَمع» الذي هو عبارة عن حوار بين مذيع ومذيعة والموضوع الرئيسي هو عن الحلة والمغرفة وفي قول آخر «الكبشة».. لا بأس بالطبع أن ننتعش في الصباح بالحديث عن الحلة والمغرفة فهما من أدوات المطبخ رغم عدم اللياقة في الاختيار إلا أن ما سوف يأتي أفدح وأفضح لأن عليك أن تحدد موقفك ونوعك بدلاً من هل أنت ذكر أم أنثي ليصبح السؤال الذي يتردد في البرنامج وعليكم الإجابة الفورية عليه هو هل أنت حلة أم مغرفة.. يعني أنت معطاء أي "حلة" تمنح بلا حساب أم «مغرفة» تأخذ فقط؟! أم أنك وقفت علي السلم في منطقة متوسطة مثل هؤلاء الذين نكتشف أنهم مجرد ملعقة أي أنهم يأخذون ولكن بقدر قليل أم ربما تكتشف أنك مجرد طبق محندق من فصيلة هؤلاء الذين يمنحون بقدر ضئيل.. وتعددت التشبيهات قالت واحدة أنا لست «حلة» أنا «قِدرة»، وقالت أخري أنا حلة تبحث عن غطاء وصار هدف البرنامج أن يعثر لها علي غطاء أقصد عريس وأرسلت واحدة رسالة S.M.S تطلب من يجد في نفسه مواصفات الغطاء المناسب لها أن يكتب لها علي إمكانياته وقدرته علي أداء دور الغطاء.. ثم كتب آخر أو أخري قائلاً إلي كل المغارف رفقاً بالحلل وكتب ثالث أو ثالثة إذا كان حبيبك عسل ما تبقاش انت بلاص!! أغلب الظن أن هذا البرنامج وغيره من تلك النوعيات تدخل في إطار البرامج الإعلانية التي تفرض علي الإذاعة حيث زادت مساحتها في السنوات الأخيرة واحتلت أفضل التوقيتات بالطبع اختارت تلك البرامج المحطات الأكثر متابعة مثل محطة الأغاني وليس لي أدني اعتراض علي أن يدخل الإعلان طرفاً في المعادلة علي شرط أن نحترم المستمع الذي تقتحم بيته بلا استئذان!! أنا مع «روشنة» الإذاعة المصرية لأنها تخاطب جيلاً «روش» لديه مفردات أخري غير الجيل السابق وأري أن الروشنة بمفهومها الذي يعني العصرية تغلغلت إلي كل جوانب الحياة تجدها في الأغنية والفيلم والبرنامج.. إلا أن السوقية شيء آخر ليس له أي علاقة بتلك الحالة.. عندما ظهرت إذاعة الأغاني قبل نحو 7 سنوات كان شعارها هو «كثير من الغناء قليل من الكلام».. وأحياناً كانوا يؤكدون أنهم «غناء بدون توقف» ثم فجأة قررت إذاعة الأغاني أن تتكلم ويا ليتها لم تفعل.. سكتت دهراً ونطقت كفراً!!