رغم أنه المسؤول الأول عن مستشفيات جامعة الزقازيق فإن الدكتور سعد العش، عميد كلية الطب بالجامعة، نقل مهامه الوظيفية إلى وكلاء الكلية، وأعلن صراحة رغبته فى خوض انتخابات مجلس الشعب التى تفرغ لها منذ شهرين، لكنه فى الوقت نفسه أكد أن طاقة المستشفى لديه لا تستوعب المترددين عليه. وأكد أن الزقازيق بحاجة إلى مستشفى طوارئ، فالمشكلة ليست فقط مشكلة نقص أجهزة، مشيراً إلى أنه لو حصل المستشفى على نصف المساحة التى أخذها المستشفى العام الذى يفتقد الكوادر سيحل أزمة الضغط المستمر على «الجامعى». وشدد على أن الحكم النهائى فى قضية وفاة السيدات الست، التى حدثت منذ فترة، سيتضح من خلال التحقيقات الجارية فى الموضوع، وإلى نص الحوار: ■ سنبدأ من آخر خطوة تمت، ماذا حدث فى اجتماعكم مع رئيس الجامعة وأساتذة التخدير اليوم؟ - حضرت الاجتماع بصفتى عميد الكلية، وكان اجتماعاً تنظيمياً لأساتذة التخدير فقط، تحدثنا فيه عن احتياجات قسم التخدير وطلب رئيس الجامعة منهم تقديم طلباتهم ليكونوا قسماً متميزاً. ■ وماذا كان بشأن حادث وفاة السيدات؟ - لم نتطرق للموضوع. ■ ولكن لا نستطيع أن ننكر أن اجتماعاً عاجلاً كهذا لم يحدث إلا بسبب حالات الوفاة؟ - نعم ولكن الدكتور ماهر الدمياطى، رئيس الجامعة، لم يناقشنا فى الحادث تماما. ■ لماذا؟ - لأنه قام بتحويل الموضوع برمته إلى الدكتور عاطف النقلى، عميد كلية الحقوق، ثم إن الموضوع لدى القضاء. ■ وما تعقيبك؟ - أنا غيرت خط حياتى واهتماماتى، وأعمل الآن فى دائرتى الانتخابية، لأنى مرشح فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، وأبعدت نفسى عن تلك المشاكل تماماً، لذلك حملتنى الممرضات المعتصمات على الأعناق وقت الاعتصام، لأنى نسقت مع الأجهزة الأمنية فى يوم وليلة ليس بصفتى عميداً، ولكن من أجل مساعدة المعتصمات. ■ هل تخليت عن عملك الوظيفى؟ - منذ شهرين تحديداً تفرغت بنسبة 99% إلى ترشيحى فى مجلس الشعب، لأنه «حرام عليا أشتغل فى حاجة بنص جهد واعتبرونى خلعت من وظيفتى». ■ لكن سيادتك مازلت عميد كلية طب الزقازيق؟ - أنا تخليت عن ده مع نفسى، أنا أقضى وقتى الآن من 9 صباحاً إلى 4 فى حل كل مشكلات الدائرة الطبية من خلال المستشفيات، وأمارس مهمتى وهى مساعدة الناس فيما أملكه وهو مستشفيات جامعة الزقازيق، بعدها أذهب على الفور إلى الدائرة لأسمع شكاوى المواطنين. ■ ولكن فى النهاية لابد أن تصب أى مشكلة فى المستشفيات هنا فى مكتبك؟ - تمام، لذلك قمت بعمل تفويض مكتوب بنقل مهامى كعميد الكلية المسؤول عن الطلبة والدراسات العليا إلى الدكتور أسامة خليل وكيل الكلية، وتفويض آخر لدكتور خالد عبدالبارئ، نائب رئيس مجلس إدارة المستشفيات، بتحمل مهمة المستشفيات تماماً. ■ ولكن ألا ترى أن هذا غريب وأنت مازلت فى منصبك؟ - أنا صادق مع نفسى، لو بعد شهرين نجحت هشتغل هنا فى الجامعة ولاّ فى المجلس، بالطبع سأختار المجلس. ■ ولكن من حق الجامعة الاستفادة من منصبك خلال تلك الفترة لحين نجاحك فى الانتخابات؟ - لا، لأنى لو جلست هنا لن أنجح، وكى أنجح لابد أن أكون فى دائرتى. ■ ماذا تعرف- على الأقل- عن المشكلة الأخيرة التى حدثت بمستشفى الولادة وتعطل الأجهزة وغيره؟ - لا أعرف شيئاً. ■ سبق أن قلت إنك تفرغت لدائرتك الانتخابية منذ شهرين، ماذا تعرف عن مشكلات المستشفى قبل ذلك الوقت؟ - كله «زى الفل» فى مستشفى الجراحة الجديد، مشكلتنا فى مستشفى الحوادث فالإقبال عليه أكبر من طاقتنا، فإمكانياته 2200 سرير ويستقبل 10 آلاف مريض يومياً، لذلك من الطبيعى أن يحدث له مشكلات، خاصة أننا ثالث أكبر مستشفى جامعى بعد عين شمس والقاهرة. ■ ما المشكلات التى تقصدها؟ - بشريا عندى كفاءات «يسدوا عين الشمس» لكن الإمكانيات المادية لا توجد. ■ وبالنسبة للأجهزة؟ - نفس الشىء، تتعرض لضغط أكبر من طاقتها 1000 مرة. ■ لماذا يتم الاعتماد على مستشفى الجامعة فقط دون غيره؟ - لأنه الوحيد الذى يخدم 6 ملايين مواطن من الشرقية والسويس والإسماعيلية وبورسعيد وسيناء، بالإضافة إلى أنه المكان الوحيد الذى به جراحة المخ والأعصاب، وهو غير موجود فى جامعة المنصورة، لذا نحن نخدم وجه بحرى ومدن القناة وسيناء، كلهم هنا محولون إلينا، لذلك هناك حمل شديد على مستشفى الطوارئ بالجامعة. ■ وما الحل من وجهة نظرك؟ - زيادة الإمكانيات المادية، وأحاول أن أحصل على جزء من ملايين رجال الأعمال وأقول لهم لا تعطونى أموالاً ، ولكن ابنوا لى مستشفى طوارئ كاملاً بمعداته، وليس مجرد شراء أجهزة ، فمثلا مستشفى الزقازيق العام أخذ مكاناً كبيراً جداً ولكنه يفتقد الكوادر الطبية، ولو أعطونى نصفها سنحل المشكلة، فأنا أقولها كثيرا نحن فى حاجة إلى مستشفى طوارئ. ■ لماذا لا يتم الاعتماد على المستشفيات العامة الأخرى؟ - نتبادل مع مستشفى الأحرار العام، هم يستقبلون الحالات ثلاثة أيام فى الأسبوع ونحن نستقبلها ثلاثة أيام، ولكن هم يستقبلون الحالات فقط ثم يقومون بتحويلهم إلينا فى أيام عملنا، فمثلا عندما يتعرض أحد لكسر فى الفخذ ويكون يوم عمل «الأحرار» يقومون بوضع دعامتين له وترك باقى علاجه من عمليات وغيرها علينا. ■ ألم تسأل عن المشكلة الأخيرة التى توفيت فيها 6 سيدات؟ - بمجرد أن اتصل بى الأطباء قلت لهم تحدثوا إلى الدكتور خالد عبدالبارئ، لأنى كنت وقتها فى دائرتى، وهذا حقى. ■ ولماذا لم تعتبر السيدات المتوفيات مثلهن مثل سيدات دائرتك؟ - «صاحب بالين كداب» وأنا إما أن أتقن عملى هنا أو هناك، وتحديد الهدف شىء مطلوب. ■ هل ستتم مساءلتك فى التحقيقات بصفتك عميد الكلية؟ - لا، لأنى فوضت الدكتور خالد رسميا فى ذلك.