أحداث 11 سبتمبر وارتفاع أسعار الحديد وراء ابتكار «طوبة من الأسمنت والجير وقش الأرز

كان ارتفاع أسعار حديد التسليح خلال العامين الماضيين، هو الدافع الأساسى وراء بحث المهندس على محمد أبوطبيخ، وأسرته التى تضم 15 مهندساً مدنياً، منهم إخوته الأساتذة فى كلية الهندسة - جامعة الإسكندرية، وأبناؤه وأبناؤهم، عن نوع جديد من الطوب يمكن استخدامه لعمل الأسقف، تسهيلاً على المواطنين الراغبين فى عمل أسقف تحميهم من الأمطار، وحرارة الصيف الشديدة، بالإضافة إلى تميزها بمظهر جمالى.
قال أبوطبيخ: «كانت فكرة الاستغناء عن الحديد المستخدم فى الأسقف، تسيطر على عقلى منذ أحداث 11 سبتمبر، عندما انهار مركز التجارة العالمى، وتباحثنا أنا وإخوتى عن سبب الانهيار، وقتها استنتجنا أن حرارة انفجار الطائرة تسببت فى انصهار الحديد الموجود فى المبنى،
وهو ما أدى إلى انهياره بأكمله، ومن وقتها ونحن نبحث عن خامة جديدة تصلح بديلاً للأسقف الحديدية الحالية، وقمنا بتصنيع طوبة تتكون من الخرسانة الهوائية الخفيفة والناتجة عن استخدم الجير والأسمنت والمياه، مضافاً إليها الرمل و(السرس) الناتج عن تقشير حبة الأرز، والذى يساعد على دخول الهواء فى المزيج المصنوع، فيكسب الطوبة الوزن الخفيف والتى تصل كثافتها إلى 1100 جرام فى كل مترمكعب، ويتم تركيب هذه الطوبة على شكل (عاشق ومعشوق) بشرط أن تحقق ميلاً بزاوية 27 درجة، حيث ثبت أنها الدرجة الأمثل لتماسك السقف، وتحميل كثافته على الحوائط، حيث يكون شكل السقف على شكل قبو أو مثلث، وهناك أكثر من تصميم للطوبة لكن لم يتم تنفيذ سوى شكل واحد منها حتى الآن».
وأضاف أبوطبيخ أن من مميزات هذا السقف أنه اقتصادى، حيث تصل تكلفة المتر الواحد شاملة ثمن الطوب وتكلفة المونة والتركيب، بالإضافة إلى المحارة من الخارج إلى 100 جنيه، وعند «تمحيره» من الداخل تزداد التكلفة 10 جنيهات، الأمر الذى يجعل تكلفة سقف شقة مساحة 100 متر 10 آلاف جنيه فقط، كما أنه لا ينهار عند حدوث حرائق، ولا تتجمع عليه مياه الأمطار أو الأتربة، فيظل نظيفا وجميلاً، فضلاً عن شكله الجمالى
ولذلك يمكن استخدامه فى تزيين الشبابيك، والمدفأة، وصناعة قبو فوق أسطح المنازل، موضحاً أن العقبة أمام التوسع فى استخدامه هى أنه لا يستخدم إلا فى الأدوار الأخيرة فقط، أو فى المنازل المبنية بطريقة الحوائط الحاملة وليس الأعمدة، لافتاً إلى أنه يواصل البحث لتطوير الطوبة لاستخدامها فى الأسقف المتعددة، معرباً عن أمله فى أن ينجح فى ذلك، وأن يصل اختراعه إلى كل الشباب، خاصة أصحاب مشروع «ابنى بيتك»، لأنه يوفر لهم الكثير من النفقات.