فى جريمة صدمت فرنسا واعتبرت الأسوأ فى تاريخ البلاد، وجه الادعاء العام الفرنسى اتهامات بالقتل العمد إلى امرأة فرنسية بعد اعترافها بقتل أطفالها الثمانية حديثى الولادة. واعتقلت الشرطة أمس الأول، الأم القاتلة دومينيك كوتريه، التى تعمل ممرضة بعد العثور على أكياس بلاستيكية تحوى رفات الأطفال فى منزلين مختلفين فى «فيلير أو تيرت» إحدى القرى الواقعة إلى شمال باريس، وتجرى حاليا اختبارات نفسية للأم لتقييم مسؤوليتها عن الجريمة. وفى نص التحقيقات قالت دومينيك كوتريه، 47 عاماً، إنها خنقت أطفالها نظرا لأنها لم ترد أى أطفال آخرين، بخلاف ابنتيها البالغتين، وأكدت أن زوجها بيير مارى كوتريه، لم يعلم شيئا عن الحمل أو ولادة الأطفال الثمانية أو مقتلهم، وتابعت كوتريه، التى تواجه عقوبة السجن مدى الحياة فى حال إدانتها، أنها لجأت إلى قتل أطفالها الرضع لعدم رغبتها فى استشارة طبيب بشأن وسائل منع الحمل. ووصفت وسائل الإعلام الفرنسية تلك الجريمة بأنها الأسوأ منذ ثلاثين عاما فى تاريخ البلاد ليس فقط لبشاعتها وإنما لأن تلك الأم حملت ثمانى مرات مواليدها وقتلتهم ودفنتهم فى حديقة منزلها دون أن يلاحظها أحد. وبحسب معلومات قناة «آر تى إل» فإن الأم بدأت فى قتل أطفالها عقب ولادتهم منذ عام 1988 حتى 2007، فيما يشبه عمليات القتل المتسلسل. وقال الدكتور بيير لاموت، وهو متخصص فى ظاهرة قتل الأطفال، إن «الشخص الدى يفعل ذلك لديه رغبة فى الحمل دون الولادة»، ويبدو أن الأم استطاعت إخفاء حالات حملها نظرا لبدانتها. وتابع أستاذ علم النفس الفرنسى أن هذه الجريمة تظهر بأن «عمى المجتمع امتد إلى الأسرة والجيران» فأن تقتل أم أبناءها دون أن يشعر بها أحد داخل أسرتها أو جيرانها هو الخطر الحقيقى الذى يواجهنا، مضيفا أنه ليس غريبا أن تقتل أم أبناءها ثم تدفنهم قريبا منها كنوع من الاحتفاظ بهم. من جانبه، أوضح دكتور بيير ليفى سوسان، إخصائى فى العلاج النفسى بفرنسا فى مقابلة مع شبكة «يورونيوز»، أن الانسان «عندما يعيش فى صراع داخلى ويرفض شيئا ما، ويقوم بتكرار أفعال دون أن يدرك مقاصدها، فمع تكرارها تفقد معناها، وتصبح عملية ميكانيكية دون وعى ودون تفكير فى عواقبها». كانت سيدة فرنسية فى الثامنة والثلاثين من عمرها أدينت فى مارس الماضى بقتل 6 من أطفالها وحكم عليها بالسجن 15 عاما. وحكم على أخرى العام الماضى بالسجن ثمانية أعوام بعد أن ثبت قتلها 3 أطفال رضع ووضعهم فى ثلاجة لتجميدهم.