«المركزي» يتابع تفاصيل الوديعة القطرية.. والتأكد من دخولها الاحتياطي

أكد مسؤول بارز بالبنك المركزي أن الوديعة التي قررت قطر إيداعها لدى البنك بقيمة ملياري دولار، لم يتم تحويلها بعد، مشيرًا إلى أنه يجرى معرفة تفاصيلها بالتنسيق مع إدارة الاحتياطي لحظيًا، للتأكد من دخولها في رصيد احتياطي النقد الأجنبي، والذي تراجع إلى نحو 14.4 مليار دولار في يوليو الماضي، مقابل نحو 15.5 مليار في يونيو السابق.
أضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم»، أنه يجرى حاليًا معرفة تفاصيل الوديعة القطرية، من حيث شروطها، والأجل الزمني، وسعر الفائدة، وكيفية السداد، بالتنسيق مع مكتب محافظ البنك المركزي، ونائبة الأول جمال نجم، وإدارة الاحتياطي بالبنك لمعرفة الشروط والتفاصيل.
على صعيد متصل أثار القرار القطري بإيداع 2 مليار دولار لدى البنك المركزي المصري، ارتياحًا لدى الأوساط المصرفية، والاقتصادية، والمالية، فيما أكد اقتصاديون أن الخطوة القطرية تأخرت كثيرًا، خاصة أن المملكة العربية السعودية أودعت وديعة بنفس القيمة منذ عدة شهور.
من جانبه، وصف إسماعيل حسن، محافظ البنك المركزي الأسبق، رئيس بنك «مصر إيران» للتنمية، الوديعة القطرية بالإجراء الجيد، والذي يساعد مصر على مواجهة التزاماتها العاجلة من النقد الأجنبي، ويمنحها فسحة من الوقت لحين إعادة تنظيم أرصدتها.
وأكد حسن أن الوديعة القطرية ستسهم في تأجيل أي عسر مالي في النقد الأجنبي لدى الحسابات المصرية، وبالتالي اتخاذ السياسات وفقا لموقف السيولة الناتجة عن السياحة والاستثمارات، خاصة الأجنبية المباشرة لحين عودة لمعدلاتها السابقة قبل الثورة، مشيرًا إلى أن الوديعة يجرى سدادها على مدى فترة طويلة.
في المقابل، أكد مسؤول مصرفي بارز أن الوديعة القطرية تعد تأمينًا للاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي، وتسهم في تقوية مركز مصر الائتماني، إلا أنها تعد دين على مصر وسيجرى سدادها وفقا لشروطها، وآجالها الزمنية.
أما الدكتور عبد الله شحاتة، رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فأعرب عن اعتقاده بعدم وجود شروط سياسية من الجانب القطري، لمنح مصر وديعة بهذه القيمة لمواجهة الأزمة المالية الراهنة.
وقال شحاتة: «القرار القطري بإيداع وديعة بقيمة ملياري دولار خطوة تأخرت كثيرًا»، خاصة أن السعودية قامت بنفس هذا الإجراء منذ فترة، مؤكدًا أن الوديعة تزيد من الاحتياطي، وتعطى رسالة للعالم بالترابط العربي في أوقات الأزمات، وتدعم الاستقرار السياسي، وأضاف أنه من مصلحة الخليج والدول العربية استقرار مصر، وقوتها.
كان وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور أشرف العربي، قال في تصريحات صحفية مساء السبت، في أول تعليق على الوديعة القطرية إن «العلاقات الدولية ليس فيها شيء بالمجان».