رجّحت مصادر مصرفية طرح هيئة المجتمعات العمرانية سنداتها الدولية المقومة بالجنيه المصرى فى شهر سبتمبر المقبل على أقصى تقدير، قبل بدء أعياد الكريسماس فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى، لإنجاح الطرح، فى الوقت الذى دعا فيه خبراء إلى ضرورة التحوط من فروق العملة لإنجاح الطرح. وقالت المصادر، إن هيئة المجتمعات العمرانية، تستهدف الحصول على سعر فائدة منخفض بنحو نصف نقطة وثلاثة أرباع النقطة، مقارنة بسعر الفائدة الحالى فى السوق المحلية، الذى يتجاوز 10% عائداً صافياً على السندات متوسطة وطويلة الأجل، فيما يبلغ العائد على أذون خزانة 364 يوما 8.7%عائداً صافياً. وطرحت وزارة المالية فى شهر أبريل الماضى سندات دولية بقيمة نصف مليار دولار لمدة 30 عاماً بسعر فائدة 6.87%، كما تم إصدار سندات سيادية أخرى بقيمة مليار دولار لمدة 10 سنوات وبسعر فائدة 6.75%. وأشار شريف سامى، خبير الاستثمار، إلى أهمية انتظار نشرة الطرح وتفاصيلها بالكامل للحكم عليها، لافتا إلى أن المخاطر الخاصة بها تتعلق بفروق العملة فقط. وأكد سامى أن السندات تتبع جهة حكومية، وبالتالى فإن الدولة تكون ضامنة لها، بخلاف أن هيئة المجتمعات العمرانية لها مقومات أخرى من الأراضى بما يؤدى إلى تقليل المخاطر فيها. غير أن الدكتور جودة عبدالخالق، مستشار معهد التخطيط، رأى أن التوسع فى طرح سندات دولية من شأنه زيادة الدين الخارجى، ويضيف عبئاً على الموازنة العامة للدولة. وفسر عبدالخالق اتجاه الدولة لطرح سندات هيئة المجتمعات العمرانية دوليا، بأن نسبة الدين المحلى ارتفعت بشكل يدعو للقلق، الأمر الذى يمنعها من طرح سندات جديدة محليا. وحذر من تعرض الحكومة لأزمة ديون شبيهة بما يحدث فى العالم الخارجي، فى ظل ارتفاع الديون الداخلية والتوجه نحو زيادتها خارجيا، مطالبا بدراسة سليمة بشأن الطرح قبل الإصدار حتى لا يحدث ما حدث عام 2001 عندما تدهور سعر الجنية أمام الدولار بعد ارتفاع الدولار إلى 5.5 و 6 جنيهات بدلا من 3 جنيهات وقت الطرح، مما حمّل الحكومة بأعباء إضافية. لكن عبدالخالق توقع استيعاب السوق العالمية هذه السندات، خاصة أنها مضمونة من وزارة المالية. من جانبها، أكدت عالية ممدوح، محللة قطاع البنوك فى بنك الاستثمار «سى آى كابيتال»، أن طرح سندات هيئة المجتمعات العمرانية فى السوق العالمية يؤكد تعهدات الحكومة بشأن تطوير سوق السندات وتحسين شبكة البنية التحتية للدولة، لافتة إلى تخصيص الحكومة نحو 7 مليارات جنيه لتلك المشاريع مؤخرا. من جهته، أبدى مصطفى العسال، العضو المنتدب لشركة «بلتون لتداول السندات» التابعة لبلتون القابضة، تفاؤله بشأن طرح السندات، مشيرا إلى اهتمام الأجانب بها. ورأى أنه سيكون للسندات المنتظر طرحها، تأثير كبير على السوق المحلية، بالإضافة إلى انعكاسه على البورصة. كان محمد أسعد، مستشار وزير المالية لإدارة الدين العام، قد كشف أن اللجنة الفنية المشكلة من وزارتى المالية والإسكان اختارت بنوك HSBC و«سيتى بنك» كمديرى إصدار سندات المجتمعات العمرانية، و«مورجان ستانلى» كمنسق الإصدار، بالإضافة إلى بنكى «الأهلى المصري» و«التجارى الدولى» كمساعدى مديرى الإصدار. وتقدمت 8 بنوك ومؤسسات عالمية للمشاركة فى الإصدار والترويج للسندات، قبل أن تسند وزارة المالية للبنوك الثلاثة الرئيسية HSBC و«سيتى بنك» و«مورجان ستانلى» تولى هذه المهمة. ويعد هذا الطرح الأول من نوعه من جانب هيئة اقتصادية مصرية فى السوق العالمية بضمان وزارة المالية.