«فِرْعَوْنَ»

يستخدم القرآن الكريم تعبير «فرعون» ليشير به إلى «فرعون موسى»، ويُعتقد أن كلمة «فرعون» لقب من ألقاب ملوك مصر وليست اسمًا لشخص بعينه، وقد تحدث القرآن الكريم طويلاً عن فرعون وموسى، فقد انتشرت الشائعات أن فرعون سيُقتل بيد طفل من بنى إسرائيل، فأمر بقتل كل الأطفال الذكور الصغار من أبناء بنى إسرائيل، وتملك الجزع أم موسى عندما ولدته.. ماذا تفعل به؟ ثم فكرت أو قل أوحى إليها أن تضعه فى مهد صغير بين الخضروات وأوراق البحر ووضعته على الشاطئ، فجاءت موجة فسحبته إلى البحر ورأت ذلك زوجة فرعون التى كانت تستحم فى الشاطئ الآخر، فأرسلت جارية لها تنقذه وتأتى به إليها، فألقى الله محبته فى صدرها، فصممت على تربيته فى البيت الملكى كنبيل فرعونى حتى عرف بأصله عندما شب وأصبح رجلاً مقدامًا، فتولى قضية قومه فطلب من «فرعون» أن يطلق سراحهم، وكان بنو إسرائيل قد كثر عددهم وتعددت مشاكلهم وظهرت لهم قوة وثروة حتى أصبحوا خطرًا على البلاد، واحتدم الجدل بين فرعون وموسى حتى تواعدا إلى لقاء ومناظرة، فجاء فرعون بسحرته وحضر موسى بعصاه، وأمر السحرة أن يرموا ما بأيديهم فإذا هى حيات تسعى، فرمى موسى عصاه فابتلعتهم جميعًا، وفر موسى بقومه حتى بلغ بهم البحر ودعا الله، فألهمه أن يضرب بعصاه البحر فانفلق.
«وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِى ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمْ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ».
ومر «موسى» من خلال ذلك، فلما انتهوا عاد البحر مرة أخرى فأطبق البحر على فرعون فأغرقه وترك جثة فرعون ليكون لمن بعده آية «لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً».
وهذه الرواية التى كررها القرآن كان لها أثر كبير فى أن كره المصريون الفراعنة وعطفوا على بنى إسرائيل الذين تملكهم الغرور فعاثوا فسادًا فى الأرض.
إن قصة فرعون وموسى أصبحت مثلاً فى الصراع بين الحق والباطل، مثل فيها الإسرائيليون دور الضحايا المنسحقين بيد الظلم والعدوان.
وإن التاريخ بعد ذلك قد قلب الآية فأصبح الإسرائيليون بعد أن غلبوا مثالاً فريدًا فى الوحشية والطغيان والعدوان على الآخرين.
gamal_albanna@islamiccall.org
gamal_albanna@yahoo.com