بعد أسابيع من الصمت الرسمى على الشائعات التى ترددت مؤخرا عن «سوء» حالة الرئيس الصحية، خرجت عدة تصريحات رسمية متتالية، تؤكد أن الرئيس مبارك بصحة جيدة. وأكد الدكتور مفيد شهاب، وزير الشؤون القانونية والنيابية، فى حوار مع صحيفة عربية، أمس الأول، أن صحة الرئيس جيدة، ثم أرسل أنس الفقى، وزير الإعلام، بيانا رسميا لوكالة «رويترز» رد فيه على استفسارات الوكالة عن صحة الرئيس مبارك، نافيا كل ما يتردد عن تدهور صحة الرئيس، تلاه بيان من سليمان عواد، المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية. وأثار التصريح الذى أدلى به الفقى لوكالة رويترز ردود أفعال واسعة وعلامات استفهام، لأنه أول بيان رسمى للدولة يصدر عن صحة الرئيس، خاصة أنه تم إرساله لوكالة أجنبية، متجاهلاً وسائل الإعلام المصرية. واضطرت الصحف المصرية إلى نشره أمس بعدما بثته الوكالة أمس الأول. أيضا تصريح سليمان عواد أثار حفيظة بعض الخبراء السياسيين، واصفين إياه ب«المبالغ فيه»، مؤكدين أن نفى الشائعات يجب أن يصدر عن جهة مختصة، مثل وزير الصحة أو رئيس الوزراء. وقال محمد عبداللاه، المسؤول عن الطبعة العربية بمكتب وكالة رويترز فى القاهرة، إن زميله إدوارد المسؤول عن الطبعة الإنجليزية هو من بادر بإرسال استفسارات مكتوبة عن صحة الرئيس لمكتب وزير الإعلام وبعدها أرسل الفقى الرد على الاستفسارات ببيان مكتوب وبه جمل واضحة، لافتا إلى أن الوزير فى فترات ماضية كان يرد على الاستفسارات هاتفياً إلا أنه حرص هذه المرة بالرد كتابياً. وأكد عبد حسن، رئيس مجلس إدارة وتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية، أن وسائل الإعلام المصرية ليست فى حاجة إلى السؤال عن صحة الرئيس، لأنها تراه أمام أعينها بشكل يومى يفتتح مشروعات ويخرِّج دفعات ويتجوَّل ويتفقد ويمارس نشاطاً مكثفاً تنقله كاميرات التليفزيون والصحف، لافتا إلى أن من يفعل لك فهو يهدف إلى إثارة البلبلة والشائعات. وأضاف: مجلة واشنطن بوست هى صاحبة الإثارة الأولى فى هذه الأزمة، لأنها كتبت مقالاً سيئاً عن صحة الرئيس مبارك وتلقت هذا الخيط وكالة «رويترز» وأرادت أن تستفسر بشكل رسمى عن هذا الأمر. وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، إن الحكومة المصرية فشلت فى وضع حد للشائعات والتشكيك فى صحة الرئيس واكتفى النظام بمحاولة الرد عملياً، من خلال تكثيف نشاطات الرئيس ولقاءاته، ومن ناحية أخرى سعى إلى تسريب بعض التطمينات عن صحة مبارك ونفى الشكوك. وتابع: حينما صرح الدكتور مفيد شهاب لإحدى الصحف العربية بأن صحة الرئيس جيدة، ثم نفى بعدها أنس الفقى شائعات المرض، أرادوا بذلك طمأنة الرأى العام بالداخل والإجابة عن تساولات الرأى العام بالخارج. وقال الإعلامى يسرى فودة إن صحة رئيس الجمهورية تتعلق بمستقبل الدولة والشعب، لذلك من حق الشعب أن يعرف كل ما يتعلق بمرضه وصحته، موضحا أن واقعة مرض الرئيس فى ألمانيا فى الشهور الماضية كانت تتسم بالشفافية إلى حد كبير، وتم التعامل معها بشكل ناضج، بعكس ما حدث مع شائعات مرضه فى الأسابيع الماضية.