قال خبراء أمريكيون: «إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يروج لنفسه كرجل سلام يعكس رغبته فى التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية»، وأكدوا أن محاولات العرب لاستصدار قرار من مجلس الأمن للتدخل فى إعلان الدولة الفلسطينية «غير مجدية»، وأن علاقة البيت الأبيض ب«تل أبيب» تحولت من حالة الحب الجارف إلى درجة الحب العادى. قال جمال هلال، المستشار السابق لعدة رؤساء أمريكيين لشؤون الشرق الأوسط، إن رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلى فى التشاور مع القيادة المصرية حول إمكانية نقل المفاوضات من المرحلة غير المباشرة إلى المباشرة تعود إلى دورها المركزى فى المنطقة، لأنها الأقرب للقضية الفلسطينية ولعلاقاتها القوية بالطرفين. وأشار «هلال» إلى أن لقاء مبارك ونتنياهو يأتى بعد قمته مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما والتى كانت خطوة مهمة لتحسين الأجواء فى العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، وقال: «إن نتنياهو يهدف منها إلى تقديم نفسه كرجل سلام والتأكيد على نيته فى السير قدما نحو المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين، التى بدونها لن يحدث تقدم فى القضية الفلسطينية». وحول تطرق المحادثات الأمريكية - الإسرائيلية إلى قضية الاستيطان، أشار المستشار السابق لأوباما إلى أن هذا الموضوع تم التطرق إليه لكن بشكل جديد، حيث ترغب الإدارة الأمريكية فى بدء مفاوضات مباشرة مثمرة حتى تكون دافعا لنتنياهو للاستمرار فى قراره بالتجميد المؤقت لبعض الأنشطة الاستيطانية. وأشار هلال إلى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بوقف بعض الأنشطة الاستيطانية ينتهى فى أكتوبر المقبل، وأن غياب المفاوضات المباشرة ستيعطيه مبررا لمعاودة الأنشطة الاستيطانية. واعتبر هلال التفكير فى اللجوء إلى الأممالمتحدة لإعلان الدولة الفلسطينية حال تعثر المفاوضات سيكون خطوة غير مجدية على الإطلاق، لأن أقصى ما سيصل إليه الفلسطينيون هو استصدار قرار من مجلس الأمن يدعو إلى تأسيس دولة فلسطينية عن طريق التفاوض، وبالتالى فكأن الفلسطينيين يعودون مرة أخرى إلى عام 1993. وقال جيمس زغبى، رئيس المعهد العربى الأمريكى بواشنطن، إن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى لواشنطن أو القاهرة لن تؤدى إلى تقدم فى التحول إلى مفاوضات مباشرة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. ورأى أن تفكير الجامعة العربية فى التوجه إلى مجلس الأمن لإعلان إقامة الدولة الفلسطينية، لن يؤدى أيضا إلى شىء على أرض الواقع، وتوقع أن تقوم الولاياتالمتحدة باستخدام حق الفيتو ضد إصدار هذا القرار- إذا أرادت – وأن تتجاهل إسرائيل هذا القرار – إذا صدر - كما تجاهلت قرارات عديدة أصدرتها الأممالمتحدة ومنظماتها. وألقى «زغبى» اللوم على طريقة تفكير القادة العرب وعدم التوجه إلى الرأى العام الأمريكى لخلق تفهم للقضية الفلسطينية وأبعادها، وقال: «كنت اأعتقد أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن ستكون مختلفة عن زياراته السابقة، لكن من الواضح أن البيت الأبيض يخفض علاقته بإسرائيل من درجة الحب العنيف إلى درجة الحب العادى فقط لكنه لا يتزحزح عن علاقة الحب». وقال «زغبى» إن 5 جولات من المحادثات غير المباشرة لم تحقق أى تقدم، ومع ذلك فالرئيس أوباما يريد أن يبدأ محادثات مباشرة، وأضاف: «حدد الرئيس الفلسطينى عددا من الشروط التى ينبغى تلبيتها قبل محادثات السلام المباشرة، ولا يبدو من المؤتمر الصحفى الذى عقده أوباما ونتنياهو أن هناك موافقة مبدئية من الجانب الإسرائيلى على شروط أبومازن. وقال أورى نير، الصحفى المتحدث باسم معهد «أمريكيون من أجل السلام الآن»، إن زيارة نتنياهو لا تمثل نقطة تحول فى سياسة الرئيس أوباما تجاه قضية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حيث أوضح الرئيس أوباما فى أكثر من مناسبة بالأقوال والأفعال أنه ملتزم بحل الدولتين وإنهاء الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، وأنه يعمل مع القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء لتعزيز هذا الحل من أجل الحصول على نتائج إيجابية.