ليست الطبقة الوسطى فقط هى من تفضل الإسكندرية، فهناك من يحتكرون شواطئ مغلقة عليهم ويحتمون بالأموال و«الكارنيهات» و«الواسطة». فى منطقة قريبة من كوبرى المنتزة، تنتشر الشواطئ الخاصة، أحدها شاطئ مغلق على أسرة من 6 أفراد فقط، وعلى الباب أفراد أمن «مابيهزروش». الدخول إلى الشاطئ هناك «ممنوع»، والتصوير ممنوع، والاقتراب ممنوع، كل هذا لأن «الناس اللى جوا مهمة ومش بتحب الدوشة». هكذا تحدث أحد أفراد الأمن على الشاطئ الخاص فى أجمل مواقع الإسكندرية وأكثرها هدوءاً. يقول فرد الأمن - الذى رفض ذكر اسمه: «الشاطئ يؤجر ب7500 فى فترة 15 يوماً فقط لكل شاليه فى الشاطئ ولا يحصل عليه إلا من جاء بواسطة لا تقل عن وزير أو مسؤول كبير بالدولة، كما رفع الشاطئ شعار ممنوع النزول إلا بالمايوه، وهذا شرط أساسى لنزول المياه واللعب على الشاطئ.. وهنا يا تيجى وانت دافع، يا تجيب الواسطة بتاعتك.. مافيش حل تانى». فى المنطقة نفسها، وعلى بعد مئات الأمتار فقط، شاطئ آخر فى منطقة المنتزه، هذه المرة شاطئ مميز فقط، وليس لأولاد الذوات. يقول سمير على، موظف بإحدى الشركات وأحد المصطافين، «المنتزه أجمل المناطق فى الإسكندرية وأعلاها سعراً»، قرر سمير أن يقضى وأسرته عطلة المصيف فى المنتزه لكن «الفسحة باظت» لأسباب كثيرة. يحكى سمير «جئت إلى المنتزه وأنا على يقين بأنها أفضل المناطق فى الإسكندرية هى والمعمورة. وحين حاولت الدخول هنا وجدت شواطئ كثيرة لا يمكن دخولها دون كارنيه يثبت أننى عضو فى إحدى الهيئات المهمة، حتى دخلت شاطئاً بسعر 14 جنيهاً للفرد والشمسية ب17 جنيهاً، بما يعنى أن تكلفة اليوم على أسرة صغيرة نحو 80 جنيهاً، وهو مبلغ معقول، لكنه سمح للبلطجية أن يحتلوا الشاطئ، فضلاً عن كون المياة عكرة، ولذلك دخلت الشاطئ فى التاسعة صباحاً وخرجت فى الحادية عشرة، فلم أحتمل مشاكل البلطجية، مع غياب تام لأى من رجال الأمن، فضلاً عن قذارة المياه، واضطررت أنا وزوجتى وبناتى للذهاب إلى حدائق المنتزه بعيداً عن البحر». وأضاف: «هذه أول مرة أفكر فى النزول إلى مياه الإسكندرية وستكون الأخيرة، فقد اعتدت كل عام قضاء المصيف فى مرسى مطروح، حيث الهدوء والمياه الصافية، لكننى عجزت عن الذهاب هذا العام بسبب ظروف خاصة.. وياريتنى كنت طلعت من إسكندرية لأن الوضع هنا أصبح لا يطاق، لابد أن يكون معى كارنيه، أو لدى واسطة كى أستمتع بالصيف فى الشواطئ الخاصة، أو أتعرض وأسرتى للمشاكل».