■ مجموعة من شباب كلية تجارة المنصورة أسسوا نادياً للأدب بالكلية، ولم يتوقف اهتمامهم عند هذا الحد وإنما أصدروا كتاباً يجمع إبداعاتهم، وفى هذا الأسبوع، نختار بعضاً من نصوص أولئك الواعدين، وقد وصلتنا بعض نصوصهم، ونقرأ لمحمد عبدالرحمن شحاتة نصين شعريين أولهما ينتمى للشعر العمودى وعنوانه «شيما» والثانى لقصيدة التفعيلة وعنوانه «ديوان شعر»، ويقول مطلع النص الأول: «قلنا سنبنى العمر يا شيما.. قلنا سنزرع أرضنا وردا.. والآن صرنا فى الهوى نشحذ.. فنمد يدنا للجوى مدا»، وهذا النسق من الشعر يعتمد المعنى المباشر والأجواء الرومانسية التى نفتقدها، ويبدو الشاعر على أعتاب التمكن من هذا النمط الشعرى وفى قصيدته التفعيلية ديوان شعر يقول: «هى أخبرتنى بأنها رحلت.. لتعود الشمس حيث جاءت.. تتلو قصة الحب الذى.. رفضته الأيام فى أعماقنا»، وأرى أن الشاعر يعتمد القاموس الرومانسى، سواء فى القالب التقليدى أو التفعيلى وهو مطالب بقراءة المزيد من النصوص التفعيلية، وعليه أيضا ألا يأسر نفسه فى القالب الرومانسى فالتجربة الإنسانية غنية ومتعددة ولا تقتصر على الهم العاطفى فقط. ونختار من شعراء نادى أدب تجارة المنصورة أيضا نصاً شعرياً لأسماء محسن المنسى ونقف فى قصيدتها التفعيلية على ملمحى الإحكام فى العبارة ومرونة اللغة، غير أنها أيضا مازالت تحلق فى أجواء الرومانسية وقصيدتها تفيض بالمصداقية ومن أجواء قصيدتها: «تعالى إلى.. فسر بقائك فى مقلتى.. فمهما ابتعدت.. ستبقى ستبقى حياتك رهناً لدىَ..» ونقول للشاعرة أسماء محسن المنسى: عليكِ بتوسيع دائرة أغراضك الشعرية، والمزيد من قراءة سائر الأجناس الأدبية لإثراء قاموسك اللغوى. ■ الشاعرة الصاعدة أسماء مجاهد عبدالجواد من المنصورة تجربتها تجاوزت الهم العاطفى وهى تحمل عنوان «معاناة» ويقول مطلعها: «أبكى.. مَن يسمع صرخاتى.. ويلبى يا رب اشفى علاتى.. مازال الألم يراودنى.. ويرج الصمت بآهاتى» وهى قصيدة رقيقة للأم.. لكننا نقول لأسماء: عليكِ بالمزيد من القراءة الشعرية، ولا تتعسفى مع المعنى الشعرى استجابة للإيقاع فهذا ظلم للمعنى والإيقاع معا، والقصيدة بوح شعرى. ■ الشاعر عمر عليوة: قصيدتك «القرار» تؤكد معنى الشاعر إيليا أبوماضى «أنا بالحب وصلت إلى نفسى، وبالحب قد عرفت الله» وتجربتك جاءت وفق قاموس رومانسى متداول ومطروق وابحث عن طرائق تعبير متمردة وجديدة فأنت شاب فلمن تترك التجريب والمغامرة؟! ولا داعى للتعسف فى تحقيق قافية منتظمة، ففى قصيدة التفعيلة يمكن أن تكون المسافة متباعدة بين قافية وأخرى والمهم فى النص هو التدفق.. والإيقاع وليس القيد. يقول عمر عليوة فى قصيدته «القرار»: «بعد انتظار وطول مشوار..وجدت لؤلؤة.. وتاج ياقوت.. وقمر أسحار..»