«لقد حققنا الحلم الذى طالما راودنا جميعا منذ الصغر»، وأمام أمواج من المد الأحمر صنعها أكثر من 150 ألف شخص تجمعوا فى ساحة كبيرة فى مدريد، كان قائد المنتخب الإسبانى لكرة القدم إيكر كاسياس هو المسؤول عن بدء الاحتفال الكبير بالحلم الذى تحقق وهو الفوز بكأس العالم لكرة القدم للمرة الأولى. جلست البلاد بما تعنيه العبارة تحت أقدام اللاعبين الذين تمكنوا، أخيرا، من صناعة التاريخ. مئات الآلاف من الأشخاص غزوا واحتلوا العاصمة الإسبانية عندما عاد المنتخب الإسبانى إلى بلاده بعد تغلبه على هولندا 1/صفر فى نهائى مونديال جنوب أفريقيا. وبعد استقبالهم من قبل الأسرة المالكة ورئيس الحكومة الإسبانية خوسيه لويس رودريجيز ثاباتيرو، جاب الفريق بقيادة كاسياس قلب مدريد، الذى امتلأ عن آخره، فى حافلة مكشوفة وهم يحملون الكأس بين أيديهم. استغرق بهم الأمر أكثر من ثلاث ساعات للتحرك وسط بحر من أعلام البلاد. وكان من الصعب على الشرطة فتح طريق أمام الحافلة فى مسارها نحو ساحة «بوينتى دل رى»، إلى جوار نهر مانزاناريس. تكرر التنبيه مرة بعد أخرى «إنهم هنا، إنهم هنا»، وسط هتاف جماعى فخور «أبطال، أبطال». واحتفل أندريس إنيستا بفريقه بقوله «أقول فقط إن عليكم الفخر بهذه المجموعة، من أولهم إلى آخرهم، لأنهم الأفضل»، وذلك بعد تسجيله الهدف الذى منح إسبانيا الفوز على هولندا وسمح لها بتحقيق أول ألقابها المونديالية. وقال اللاعب «أشعر بأننى فخور بأن أكون جزءا من هذا المنتخب فى هذه اللحظة من التاريخ» وذلك خلال الحفل الذى نظمته بلدية مدريد والاتحاد الملكى الإسبانى لكرة القدم، والذى كان بيبى رينا الحارس الثانى للمنتخب هو مصدر الضحك الرئيسى فيه.وبدأ حارس ليفربول الإنجليزى فى وصف كل لاعب من زملائه بجملة سريعة بترتيب أرقام قمصانهم فى المنتخب «بيكيه مدافع العالم. بويول طرزان أفريقيا. أهداف إسبانيا تحمل اسم ديفيد فيا. كل شىء بدأ معه قبل عامين و13 يوما بتسجيله الهدف فى مرمى ألمانيا حيث منحنا القدرة على التصديق، ولهذا فزنا بالمونديال. إنه فرناندو توريس». ووصف رينا، المعروف بمهاراته فى الأجواء الاحتفالية منذ الفوز بلقب الأمم الأوروبية عام 2008، إيكر كاسياس قائد الفريق وحارسه الأساسى بأنه «قديس»، وبينما كان يقدم سيسك فابريجاس قائد أرسنال الإنجليزى باغت مدافع برشلونة جيرارد بيكيه الأخير وألبسه قميص النادى الكتالونى الساعى لاستعادة اللاعب من نظيره اللندنى. ووصف نجمى برشلونة الصاعدين «بوسكيتس الذى يمرر ويقطع الكرة ويمنحنا الفرصة للعب، وبدرو الذى يعدو حتى وهو فى فراشه»، كما اعتبر أن مهاجم أتلتيك بلباو فرناندو يورنتى هو «شاحنة المنتخب». وأنهى الحارس تقديمه الفريد لزملائه بوصف نفسه «بالمتحدث المتواضع الذى يعانى من ألم فى رأسه لذا لم يأت معى، لكن قلبه هنا». وأعرب اللاعبون الذين كانوا قد وصلوا إلى مكان الاحتفال قرب منتصف الليل، عن امتنانهم للدعم من فوق المسرح الذى غنى عليه العديد من المطربين. وصرخ الهداف ديفيد فيا «إننا فخورون للغاية برؤية كل هذا العدد من الأشخاص هنا سعداء. لنستمتع جميعا لأننا نستحق ذلك. لتحيا أسبانيا، وتحيا كرة القدم. إننا الأفضل». ووسط ثورة اللاعبين، تحدث ديل بوسكى بهدوء كعادته. وأثنى على لاعبيه قائلا «إن هذا الفريق لم يعرف فقط كيف يفوز، بل فعل ذلك عن جدارة». وأعرب المدرب عن امتنانه للجماهير «شكرا للدعم والطاقة التى أرسلتموها إلينا فى جنوب أفريقيا.. أعتقد أنكم جميعا أيضا أبطال للعالم».