أود أن أقص قصة نجاح مواطنة مصرية سكندرية تعيش فى بلاد المهجر منذ 13 عاماً، فقد عادت شقيقة زوجتى الدكتورة فيفيان إبراهيم لزيارة موطنها بعد فراق لحنينها لوطنها مصر ودفء المشاعر والروابط الإنسانية التى افتقدتها هناك، وإليكم حكايتها منذ بدايتها.. فقد تخرجت فى كلية الطب بالإسكندرية بتفوق وجاء تعيينها فى وحدة صحية بإحدى قرى مصر.. وللأسف الشديد لم تتح لها أى فرصة لممارسة ما درسته طيلة سبع سنوات بكلية الطب، أى أنها دكتورة بالاسم فقط!! وشاء القدر أن تحصل على الهجرة لأمريكا.. وكان لابد لها من الدراسة والحصول على المعادلة الأمريكية فى الطب، كى تجد لها مكاناً فى بلاد العم سام.. العجيب أنها تفوقت على الطلبة الأمريكان وبعدها حصلت على الجنسية الأمريكية بعد كفاح مرير وشاق هى وزوجها وولداها!! عاشت الدكتورة فيفيان فى ولاية نيويورك، وتم إلحاقها سريعاً بأكبر مستشفى بالولاية.. إلى هنا والقصة عادية جداً، أما غير العادى، فهو تعيينها كطبيبة بوحدة العناية المركزة للأطفال حديثى الولادة، حيث يتم ولادة أطفال أمريكان ومن جنسيات أخرى ناقصى النمو (مبتسرين) لدرجة أنه فى بعض الحالات يكون وزن الطفل حديث الولادة أقل من نصف كيلوجرام، لذا يحتاج العمل فى هذا القسم إلى رعاية فائقة من الطبيب، خاصة أن الحضانات مجهزة بأجهزة وتكنولوجيا عالية.. لقد حالفها الحظ والنجاح وأصبحت الدكتورة المصرية تتمتع بمركز مرموق فى المستشفى، ما كان أن تتقلده بسهولة فى بلدها مصر المحروسة!! النقطة التى أحب التركيز عليها من هذه القصة هى كيفية اختيارها لهذا الموقع، إنه معيار الكفاءة والقدرة على إعمال العقل والتفانى فى العمل ليس إلا، بعيداً عن كونها مصرية وتعالج أطفال أمريكا.. إنها أمريكا بلد الحرية والتعليم والبحث العلمى والعلاج الجيد فى مستشفيات التأمين الصحى الشامل.. المثير للدهشة أن صاحب فكرة تطوير وتحديث التأمين الصحى الشامل فى أمريكا هو العالم المصرى الدكتور سمير بانوب، لدرجة أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قال له: (بسببك أصبح لدينا تأمين صحى شامل لكل مواطن أمريكى)! نحن الآن بحاجة ماسة إلى إعادة الطيور المصرية المهاجرة إلى أعشاشهم ليثروا بلدهم من خبراتهم التى اكتسبوها بالخارج، وعلى الدولة أن تهيئ الجو المناسب والملائم والحقيقى بعيداً عن الشعارات، خاصة ولنا تجربة مع عالمنا المصرى صاحب جائزة نوبل الدكتور أحمد زويل. محاسب/ فوزى بغدادى - سموحة