«العالم فى خطر محدق»، قالها واتسعت عيناه بما يناسب خطورة العبارة، سألته بحسن نية عن الجديد فى ذلك، فأكد لى أن النهاية قد اقتربت، وأن المؤامرات الشيطانية التى تحاك فى الخفاء قد تم تنفيذ أغلبها، والمنظمات الماسونية السرية العاكفة على تنفيذها قد تعددت أذرعها، تركته وذهبت أبحث فى الإنترنت، وراعنى ما وجدت. فمن المفترض أن كل مايحيط بنا من مآس وحروب وكوارث هو نتاج لتخطيط عال ومؤامرة كبيرة، والدليل على ذلك رموز وعلامات تركها مؤسسو المنظمة السرية المسؤولة عن المؤامرة على آثار وأطلال وعملات العالم على مرّ التاريخ. لماذا؟ ربما ليكتشفها أحدهم ويصنع عنها سلسلة وثائقية على «يوتيوب». وبغض النظر عن أن تلك المنظمات السرية لم تنجح فى الحفاظ على سريتها ولا حاجة (بدليل أن ما نُشِر من أسرارها قد فاق ما كُتِب عن الأغنية الشبابية فى التسعينيات). إلا أننا حتى وإن افترضنا خطورتها على العالم، فإنه لا توجد أى خطورة منها على مجتمعنا المصرى، بل العكس هو الصحيح، فلقد مررنا نحن بما لم يرد ببال شياطين الماسونية أنفسهم. قد تكون الجماعات الماسونية دبرت حروباً أهدرت آلاف الأرواح، لكن قارن عددها بأرواح ضحايانا، التى أهدرت فى وسائل النقل البرية، وبدون رصاصة واحدة! يقولون بأن الماسونيين يقومون بتعيين رؤساء الدول المتقدمة، ولكن من الذى يقوم بتعيين رؤساء أحياء القاهرة الكبرى؟ ويقولون بأن الماسونيين استخدموا المعمار وشيدوا المبانى بطرق معينة تخلق دوامات من الطاقة السلبية التى تعجل بنهاية العالم، انظر حضرتك إلى بنايتنا، سواء بطوبها الأحمر فى الأحياء العشوائية، أو بدهانتها الصفراء والخضراء والسومون فى الأحياء الجديدة، هل تخلق هذه المبانى دوامات من الطاقة الإيجابية؟ وانظر لتلك اللمبات اللولبية البيضاء القبيحة، التى ثبت أنها توفر الكهرباء بنسبة أربعين بالمائة، وتزيد الاكتئاب بنسبة أربعمائة فى المائة. بل انظر لرمز الماسونية الأعظم، تلك العين الواحدة المرسومة على الدولار الأمريكى، قارن هذا الرمز بعين الأمن الساهرة على رعايتك ومراقبتك كى لا تقع فى شر أعمالك وتسمع لنفسك الأمارة بالسوء، بل قارنها بعين الحسود التى يؤمن شعبنا بشكل رسمى وموثق أنها كانت مسؤولة عن انتهاء صلاحية لاعبى كرة هما هشام عبدالرسول واليمانى. يقول الباحثون (أو المؤامراتيون) إن الماسونيين يفعلون كل هذا بغرض تمهيد الطريق أمام المسيخ الدجال، وأنا شخصياً أرى أن الطريقة الوحيدة لتمهيد الطريق أمامه إن قرر المجىء لمصر هو أن يتم تعيينه فى رتبة وزير حتى يحظى بموكب وتشريفة تمهد له الطريق وسط زحام القاهرة. شريف نجيب