هشام قنديل

اعتبر كثيرون إعلان اسمه رئيسا للوزراء مفاجأة من مفاجآت الدكتور مرسى، وقالوا فى أسبابهم إنه ليس رمزا اقتصاديا كبيرا فى الوقت الذى يحتاج فيه اقتصاد مصر إلى خبير متخصص، وليس سياسيا مخضرما فى وقت تحتاج فيه مصر إلى التحول من السيولة السياسية إلى وضع سياسى مستقر. وقالوا فى أسبابهم أيضا إنه يفتقد الخبرة الطويلة اللازمة لإدارة حكومة دولة فى حجم مصر، لكنهم أغفلوا أمرا مهما وهو النظر إلى المستقبل وهل هو مناسب فى رسم صورة جديدة لمستقبل مصر أم لا؟
وللإجابة عن هذا السؤال نحتاج أولا إلى تحديد صورة المستقبل المرجوة. وتختلف زوايا الرؤية للمستقبل، فالمواطن العادى يريد مستقبلا فيه أمن مستقر ونظافة للشوارع وغياب لطوابير الخبز وتوفير للسلع الأساسية، أما أهل النخبة فيريدون مستقبلا تستقر فيه الأحزاب السياسية وينشأ فيه برلمان متوازن وتتضح فيه الأغلبية والمعارضة.
وإذا ذهبنا بهذا التصور أو ذاك إلى الدكتور هشام قنديل وسألناه: إلى أى التصورين يكون اهتمامك الأول؟ فسوف تكون إجابته -كما جاء فى مؤتمره الصحفى- العمل على تلبية احتياجات الجماهير دون أن تهمل وجهة النظر الأخرى التى من الممكن أن تتولاها مؤسسة الرئاسة رئيساً ونواباً ومساعدين.
والرجل عنده- فيما أتصور- الاستعداد لحمل المسؤولية الصعبة لتلبية احتياجات الجماهير التى هى أول واجبات أى حكومة، فهو عمريا يلامس الخمسين عاما، وسجله خال من أى شبهة فساد، وليس محسوباً على النظام القديم بحال من الأحوال، بالإضافة إلى كونه مستقلا عن أى انتماء حزبى مما يجعله غير مقيد بوجهة نظر حزبية أو أيديولوجية.
ومما يبعث الأمل ما قاله د.هشام قنديل فى مؤتمره الصحفى بعد التكليف من أن زمن الوزراء الذين يعملون وفق توجيهات السيد الرئيس قد انتهى، وهو نفسه أضاف ملفا سادسا إلى الملفات الخمسة الخاصة بالمائة يوم الأولى لرئيس الجمهورية وهو ملف المياه، ويعد ذلك استدراكا حسنا على رئيس الجمهورية يشير إلى ذهنية متفتحة لرئيس الوزراء المكلف.
ولكى يؤدى رئيس الوزراء المكلف مهمته بنجاح فلابد أن يستمع إلى النصائح المخلصة من كل التيارات الوطنية، وسوف أضع بين يديه بعض النصائح منها ما هو عام ومنها ما هو خاص، أما النصائح العامة فهى أن يهتم بسلم الأولويات، فالمشاكل كثيرة ولو استغرقته كلها فسوف يحار فيها بين شتى الفِكَر وثانية هذه النصائح العامة أن ينفتح على الأجيال الشابة توظيفا أو طلبا للنصيحة.
وأرجو أن يكون قد دقق فى الوزراء الذين تم اختيارهم، كما أرجو أن يكون الوزراء المختارون غير هيابين فى اقتحام المشاكل حتى لا يرجعوا لرئيس الوزراء فى كل صغيرة وكبيرة فيتحولوا إلى عبء عليه، بينما المطلوب أن يكونوا شركاء فى حمل المسؤولية مع سيادته، وختاما دعواتى له ولجميع السادة الوزراء بالتوفيق لأن حالة النجاح سوف تكسبنا لا أقول قنديلا واحد بل قناديل كثيرة تنير سماء مصر وأرضها.