26 عاما قضاها فى حضن الآثار، متنقلا بين معبد وآخر، لا يعرف مهنة سوى حراسة الآثار ومعابد الفراعنة فى أسوان.. تسأله عن قصة تسمية أى معبد، فيرويها كمدرس تاريخ أمام طلبة فى فصل، وإن كانت قدرته على سرد القصص بدقة ودون تحريف وحفظه للمعلومة يتجاوز كونه أميا، لا يعرف القراءة والكتابة، ولم يتعلم فى حياته سوى بعض سور «القرآن الكريم» منذ كان طفلا يرتاد الكتاتيب. قبل 3 سنوات استقر عم رمضان فى معبد فيلة، الذى يعتبره أجمل المعابد الأثرية فى العالم، ويروى قصة المعبد: «ده معبد الإلهة إيزيس ويوجد به مكان لعبادة الإله حورس ابنها هى وأوزوريس.. وبالمناسبة حورس إله الخير عند الفراعنة». 5 أبناء أكبرهم 3 فتيات تربوا كلهم من راتبه البسيط الذى يتقاضاه عن مهنته كحارس آثار، وبمنطق «البركة فى القليل»، قضى حياته: الواحد لما يتقى ربنا فى عمله يلاقى أبواب الخير اتفتحت له». أسوأ أيام عم رمضان هى أشهر الصيف، حيث يقل عدد زوار المعبد ويكاد يتلاشى، لعوامل أهمها حسب قوله: «الحر بيأثر جدا على عدد السياح، لكن اللى بيحب ييجى أسوان بيجيها فى أى وقت، وكمان شهرين الصيف بيعدوا والناس ترجع تانى بالآلاف.. الغريبة إن المصريين همه اللى مش بييجوا أسوان، رغم أنهم المفروض ييجوا ويشوفوا آثار بلدهم وتاريخها، لكنهم للأسف مش حاسين بقيمتها، ولو واحد عايز يسافر، بيفضل المصيف». عم رمضان يبرر هذه الحالة: «المصريين مش فاضيين للفرجة على الآثار، أما السياح بيحبوا مصر ويحترموها أكتر من أهلها، لدرجة إنهم لو شافوا حد بيرمى حاجة فى النيل بيبلغوا عنه، خصوصاً إن المصريين اللى بيزوروا الآثار دلوقتى إما طلبة مدارس أو جامعات، وياريتهم بيستفيدوا من اللى بيشوفوه».