تشارلز فرانك بولدن، أول رائد فضاء أمريكى من أصل أفريقى يتولى منصب مدير وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، تولى بولدن مهام منصبه فى 17 يوليو 2009، ليصبح المدير الثانى عشر فى تاريخ «ناسا» وليتولى قيادة فريق الوكالة وإدارة مواردها لتعزيز رحلاتها وأهدافها. «المصرى اليوم» حاورت بولدن خلال زيارته لمصر، وأكد أن الهدف من زيارته هو بحث سبل التعاون بين مصر والولاياتالمتحدة فى مجال الفضاء، تنفيذا لوعود الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى خطاب القاهرة، مشيرا إلى أن مصر لا يجب عليها التفكير فى إرسال إنسان للفضاء، لأن هذا مكلف جدا، ويكفى أن ترسل أقماراً صناعية للفضاء. ■ بداية ما الهدف من زيارتك لمصر، خاصة بعد عام من خطاب أوباما فى القاهرة؟ - هذه أول مرة أزور فيها القاهرة منذ تولى مهام علمى كمدير لوكالة ناسا لأبحاث وعلوم الفضاء، وفى هذه المرة التقيت ممثلين من وزارة التعليم العالى، والسفيرة الأمريكية فى القاهرة، والطلبة وأعضاء هيئة التدريس فى جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية، للحديث عن أوجه التعاون المحتملة بين مصر والولاياتالمتحدة وناسا فى مجال العلوم واكتشاف الفضاء والتعليم، وهذه فرصة للتعاون بشكل أفضل مما كان فى الماضى، هناك تعاون محدود جدا الآن بين ناسا ومصر، لدينا برنامج اسمه «جلوب» يتم تنفيذه عبر السفارة الأمريكية، وهو برنامج تعليمى عبر الإنترنت، يسمح للطلبة المصريين بالتفاعل عبر الإنترنت مع العلماء والطلبة حول العالم، ولديكم فى مصر بعض الأقمار الصناعية، ونعتقد أن هناك أشياء يمكن أن نقوم بها معا، مثل تزويدكم بمعلومات عن بعض ما تفعله الأقمار الصناعية الأمريكية وأى شىء آخر قد يكون مفيدا بالنسبة لكم. ■ فى محاضرتك أوصيت الطلبة والعلماء المصريين بالبقاء فى مصر، لماذا؟ - ما قتله هو أننى أوصيت الطلبة الذين يريديون أن يصبحوا رواد فضاء ويريدون الذهاب للولايات المتحدة لتحقيق ذلك، بأن على هؤلاء أن يحصلوا على شهاداتهم العلمية من مصر أو من أى مكان آخر وأن يعودوا مرة أخرى إلى مصر لينفعوا بلادهم، ويساعدوا مصر على عمل برنامج فضائى، سواء ضم رواد فضاء بشريين أو آليين، المهم أن يكون برنامجا قويا من الناحية العلمية، والتعاون مع الولاياتالمتحدة يمكن أن يكون من خلال المشاركة فى المحطة الفضائية العالمية ■ من خلال جولتك فى العالم الإسلامى، هل تعتقد أن مصر وغيرها من دول العالم الإسلامى قادرة على دخول عالم الفضاء؟ - مصر لها برنامج يتعلق بالفضاء، وبعض الدول الأخرى طورت بعض الأشياء فى هذا المجال والبعض لم يفعل، ما نفعله من خلال جولتنا حول العالم الإسلامى هو التأكد من أى دولة تريد الحصول على برنامج فضاء تعلم أن الولاياتالمتحدة شريك محتمل، خاصة فى مجال تحسين الحياة على الأرض، الذى يحتاج مشاركة من الجميع، ونأمل أن تكون مصر شريكا فى هذا. ■ الكثيرون يتحدثون عن سفن الفضاء والحياة فى الفضاء فهل تؤمن بذلك، وهل هناك حياة فى الفضاء؟ - لا أعرف إذا كانت هناك حياة فى الفضاء أم لا، ولكن ما أؤمن به هو أنه هناك احتمال لوجود أشكال مختلفة من الحياة فى مكان ما من العالم وذلك لعدة أسباب، منها وجود بعض الثلوج فى القمر والمريخ، وهناك اعتقاد بوجود محيط كبير على سطح القمر يوروبا، الذى يدرو حول كوكب الزهرة، وهناك احتمالات بوجود أنواع من الحياة على الكواكب الأخرى والأقمار التى تدور حولها. ■ ما آخر التطورات فى مجال أبحاث الفضاء؟ - وكالة ناسا لديها مشاريع كثيرة الآن، مثل تليسكوب جيمس ويب وهو سيكون تليسكوبا أكثر تقدما من تليسكوب هابل، ولديه قدرة أكبر فى العمل وخدمة الأبحاث العلمية، وفى مجال الطيران نعمل حاليا على تطوير أجهزة الملاحة والطيران، وتغيير الطرق التى تحلق بها الطائرات من مكان لآخر، لتصبح أكثر سرعة، وأكثر أمانا، فنعمل على تطوير المحركات مثلا لتصبح أكثر هدوءا وأقل تلويثا للجو، ونحاول تطوير نظم الملاحة الإليكترونية، حيث لا تحتاج الطائرة سوى لطيار واحد يقودها لحظة الهبوط فقط، وهذا ليس بعيدا. ■ يقولون إن «ناسا» الآن فى مفترق الطرق، لأن عليها تقليل النفقات وإرسال المركبات الفضائية للقمر بدلا من المريخ؟ - «ناسا» فى مفترق طرق، لأن الولاياتالمتحدة فى مفترق طرق بالنسبة للعلوم والتكنولوجيا، وفى السنوات الأخيرة نلاحظ تراجعا فى حجم الإنفاق على الأبحاث والتكنولوجيا، وهذا واضح جدا للناس، لذلك تتركز أبحاث «ناسا» الآن على المحيطات واستخدام الإنسان الآلى فى الوصول إلى الفضاء، حتى يتم تطوير سبل أسهل وأرخص وأكثر أمانا للذهاب للمريخ.
