أسرة السيدة التى ضحت بحياتها لإنقاذ أحفادها: الصغار كانوا يلعبون بالكبريت فأشعلوا الحريق

«أعز الأولاد هم الأحفاد» هذه المقولة نفذتها سيدة مسنة فى بولاق أبوالعلا، عندما حاولت إنقاذ أحفادها من الموت بمجرد اندلاع النيران فى شقتها، ألقت اثنين منهم من الشباك، واحتضنت الثالث ومنعت النيران من الأمساك به، وألقت بنفسها فأنقذت حياة أحفادها، ولفظت هى أنفاسها الأخيرة إثر إصابتها بكسور.. التفاصيل المؤلمة رصدتها «المصرى اليوم» من الأهالى والجيران فى شارع الشيخ على.. الكل يحكى عن بطولة هذه السيدة.. وعيونهم تدمع على فراقها.
قالت ابنتها بعد أن رفضت التصوير والدموع فى عيونها: «والدتى سيدة مسنة تقيم بمفردها بالشقة»، وأن أحفادها يذهبون إليها كل يوم لقضاء ساعات طويلة معها، وأضافت: «أنا أرسلت لها أولادى، وكذلك شقيقتى، فهى كانت تحب أحفادها جدا، تلعب معهم ، وكانت تردد أنها لا تستطيع الحياة دونهم».
واستطردت قائلة: «يوم الحادث ذهب إليها أبناء شقيقتى الكبرى محمد وزياد وشهد، ونامت والدتى مبكرا وتركت الصغار يلعبون داخل إحدى غرف الشقة، دخل أحدهم المطبخ وأمسك بعلبة كبريت ودخل يلهو بها مع إخوته، وأثناء اللهو أشعل أحدهم عود كبريت حاول أن يداعب به إخوته فسقط منه على السرير، حاول الصغار إخماد النيران دون فائدة استقظت من النوم،
وبدأت تستغيث بالجيران الذين أمسكوا بقطعة من القماش السميك وألقت بأول طفل من الطابق الثالث ثم ألقت بالطفل الثانى وسارعت لتلقى بالثالث إلا أن النيران كانت أسرع منها بعد أن استغرقت وقتا فى إقناعه بأن تلقيه على الأرض من الطابق الثالث فأمسكت بها النيران لكنها لم تفكر فى النجاة دون حفيدها الثالث الذى احتضنته وألقت بنفسها على الأرض إلا أن الأهالى لم يتمكنوا من التقاطها وحفيدها فسقطت على الأرض وأصيبت ببعض الكسور ولقيت مصرعها بعد دقائق من سقوطها على الأرض، وأصيب الطفل زياد بنزيف داخله.
وقال جارها محمد عبدالسميع أنهم حاولوا إقناعها بالنزول هرباً من الموت لكنها رفضت أن تترك أحفادها، وعلى الرغم من اشتعال النيران بملابسها احتضنت آخر طفل وألقت بنفسها من الطابق الثالث.