رحب خبير دولي في مجال التعليم بسعي برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية الى تحقيق خفض كبير في معدلات البطالة في الإمارات قبل العام 2021. وقال "فرانك إدواردز"، مدير تطوير القوى العاملة في عملاق قطاع التعليم دولياً "بيرسون" بأن تطبيق المهارات التي يتطلبها القرن ال21 في نظم التعليم في الدولة سيكون ضرورياً لتحقيق هذا السعي. وقال برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية بأنه يسعى لخفض معدل البطالة بين المواطنين الإماراتيين إلى أقل من واحد في المئة بحلول العام 2021، وذلك ضمن رؤية الإمارات 2021. وبحسب برنامج الإمارات لتطوير الكوادر الوطنية، فإن تشجيع الكوادر الوطنية على الانضمام إلى القطاع الخاص بأعداد أكبر والبحث عن عمل في الصناعات المزدهرة مثل الرعاية الصحية والبناء والتعليم والخدمات اللوجستية سوف يساعد على تحقيق هذا الإنخفاض في معدلات البطالة. وكانت جهود الحكومة للحد من معدلات البطالة في دولة الإمارات ناجحة إلى حد كبير حتى الآن، مع انخفاض معدل البطالة من 10.7 % الى 2.6 % فقط خلال السنوات ال10 الماضية. ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من الجهد الواجب بذله، ولا سيما في خفض معدلات البطالة بين من هم دون 30 سنة من العمر. وقال "إدواردز"، الذي يمتلك اطلاعاً واسعاً على دراسات معدلات البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط، أن المواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل أمراً ضرورياً لتحسين إحصاءات العمالة في دولة الإمارات. وأضاف: "ما نشهده في الوقت الحالي هو وجود فجوة واضحة بين المهارات التي تقدم للطلبة في تعليمهم الرسمي والقدرات التي تحتاج الشركات الحديثة من موظفيها الجدد لتحقيق أداء ناجح في أنحاء العالم. وقام العديد من أصحاب الأعمال الرائدين بالكثير من الجهد في هذا المجال بهدف تعزيز التعاون بين أصحاب الأعمال وواضعي السياسات في المؤسسات التعليمية لتطوير أساليب تدريس ومناهج وموارد توفر لمتعلمين اليوم مهارات أكثر ارتباطاً باحتياجات سوق العمل المتغيرة باستمرار للمستقبل". وتشير الدراسة الدولية التي تدعمها "بيرسون" والتي تحمل عنوان "التعليم الفعال لأغراض التوظيف" رؤية شاملة إلى التحديات الرئيسية التي تواجه القوى العاملة في تلبية احتياجات الشركات والقطاعات الصناعية والاقتصادات في 25 دولة حول العالم. وكجزء من الدراسة العالمية، تم اختيار دولة الإمارات كواحدة من خمس دول للتحليل الخاص. وقد حدد واضعي التقرير دراسة 10 صفات رئيسية يتطلبها قادة الأعمال في دولة الإمارات عند تعيين الموظفين، والتي شملت الوعي الذاتي ومستوى الذكاء العاطفي والقدرة على القيام بالمهام التي تم توظيفهم لأجلها والقدرة على إيصال المعرفة والقدرة على الإدارة جيداً والالتزام والمساءلة الشخصية والإستعداد على اتخاذ مسؤولية الأعمال والانضباط بمواعيد التسليم والقدرة على التعلم. وبحسب "إدواردز" فإنه ينبغي القيام بالمزيد من الجهود في منطقة الخليج والعالم أجمع، حيث قال: "يقوم المتعلمون اليوم بتجربة مجموعة متنوعة من الوظائف والمهن في حياتهم، وكثير منها لم تعد متواجدة اليوم. وهناك طريقة واحدة يمكننا مساعدتهم بها لتزدهر القوى العاملة في المستقبل وتصبح قادرة على التكيف مع مختلف المهن والصناعات. ولا يمكننا أن نعطي الجيل الحالي من المتعلمين جميع المعارف والمعلومات التي يحتاجونها للحياة بعد أن يكونوا قد أكملوا تعليمهم الرسمي. ومع ذلك، ما يمكننا القيام به هو إعداد المتعلمين كيفية التعلم، وكيفية تطبيق المعلومات وكيفية التكيف. وهذا ما سوف يعطيهم فرص توظيف مجزية في كل من القطاعين العام والخاص والقدرة على تحقيق متطلبات أصحاب العمل في المستقبل".