ما ان تقلد الملك سلمان بن عبدالعزيز حكم المملكة العربية السعودية حتى قام بعدد من التغييرات الجذرية في تشكيل هياكل الحكم في المملكة، منها تعيين الامير محمد بن نايف وزير الداخلية ولياً لولي العهد، وإعفاء اثنين من أبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز من إمارة مكة والرياض وإعفاء خالد التوجري رئيس الديوان الملكي من منصبه، وتحديد صلاحيات الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز والذي كان مسيطرا على كثير من الأمور بمساعدة خالد التوجري، وزمرة الامير متعب والتوجري هذه كانت قد عقدت تحالفا وثيقا مع كل من نظام الحكم في الامارات ومصر مقابل تسهيل تعيين الامير متعب في منصب ولي ولي العهد، وهو المنصب الذي اقتنصه الامير محمد بن نايف. التغييرات الهيكلية في منظومة الحكم السعودي أقلقت كل من الامارات ومصر، وخاصة بعد رفض الحكام الجدد استقبال الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي والحاكم الفعلي للإمارات والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الامارات وحاكم دبي في جنازة وعداء الملك الراحل، كما ان الحكام الجدد للسعودية لم يستقبلوا الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما ذهب لتقديم واجب العزاء في الملك الراحل، ولم تنشر وسائل الاعلام المصرية اي صور او فيديو للاستقبال ويبدو انه اكتفى بتقديم العزاء لصغار الأمراء لان كل رؤساء العالم نشرت لهم صور خلال تقديم العزاء للملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما يبدو انه رد سعودي على عدم حضور الرئيس المصري الجنازة، كما يكشف أيضاً ان العلاقة مع حكام السعودية الجدد ليست على ما يرام، وان الامر اختلف بعد وفاة الملك عبدالله، وان الأمور تسير الى الأسوأ، وان السعودية ربما تغير موقفها من الوقوف بقوة لدعم النظام المصري ماليا ومعنويا، وهي الأمور التي بدت واضحة للعيان في بعض برامج الفضائيات المصرية المقربة من نظام الحكم والمعبرة عنه وان كانت ملك لبعض رجال الاعمال المصريين، فقد ظهر الكاتب ابراهيم عيسى والمذيع يوسف الحسيني مهاجمان النظام السعودي الجديد ومنتقدان سياساته وهو الامر الذي يظهر في الاعلام المصري لأول مرة. مهاجمة وسائل أعلام مصرية حكام السعودية الجدد تعبر عن ان هناك عواصف يبدو في الأفق، وربما تغير من طبيعة العلاقة التي استمرت بين البلدين خلال العامين الماضيين، من تحالف وثيق ومواقف واحدة تقريبا من كل القضايا الإقليمية والدولية، الى عداوة تبدو الان ظاهرة للعيان، كشف عنها عدم استقبال السيسي خلال جنازة الملك الراحل وعزاؤه، وهجوم بعض وسائل الاعلام المصري على سياسات السعودية، وتخلي الاخيرة عن دعم المؤتمر الاقتصادي الذي دعا اليه الملك الراحل، وعدم حماستها للمشاركة في الأعداد له، وهو الامر الذي دعا محلب الى الذهاب للكويت لعله يجد الدعم المفقود لديها، فقد كان الاولى ان يذهب الى السعودية للأعداد للمؤتمر بدلا من الكويت، الا ان أمور المملكة لم تعد كما كانت في السابق ويبدو ان المسؤولين المصريين لم يعد مرحباً بهم في السعودية، وهو ما يفسر ذهاب محلب الى الكويت، والهجوم العنيف من قبل كثير من المغردين السعوديين على الاعلام المصري ردا على هجوم الحسيني وإبراهيم عيسى على سياسات المملكة الجديدة، والتي وصفها احدهم بأنك ان أكرمت الكريم ملكته وان أكرمت اللئيم تمردا. العلاقات بين مصر والسعودية هذه الأيام ليست كما كانت في السابق وخاصة بعد ترديد عدد كبير من المغردين السعوديين من المطلعين على أمور الحكم ان هناك مؤامرة كانت تدبر بين نظامي الحكم في مصر والإمارات لتقوية جناح الامير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لتولي الحكم بدلا من الملك سلمان والأمير مقرن ولي العهد، وان الحكام الجدد اكتشفوا ذلك مما جعلهم يرفضون استقبال حكام الدولتين في الجنازة والعزاء للملك الراحل، كما انهم أعلنوا عددا من القرارات بسرعة حتى قبل دفن الملك الراحل، ليستتب لهم حكم المملكة، ويخوضوا اي نفوذ لمحمد بن زايد وحلفائه من جماعة الامير متعب . الأيام القادمة سوف تكشف كثيراً من الأمور حول التحالف المصري السعودي الإماراتي والذي تبناه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز مع كل من السيسي والشيخ محمد بن زايد ضد كل من تحالف تركياوقطر بقيادة اردوغان وتميم بن حمد، خاصة بعد التقارب بين الملك سلمان واردغان وأمير قطر على حساب مصر والإمارات، وهو ما يهدد التحالف في مقتل، خاصة ان السعودية لم تعد ترحب بتقديم المزيد من المساعدات والمنح المادية والبترولية لنظام السيسي في مصر، بعدما تكشفت لديها الكثير من المواقف المناوئة لحكامها الجدد. ##