إعتبرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" أن الزيارة الحالية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مصر خطوة كبيرة لإحياء العلاقات الروسية – المصرية ورفعها الى مستوى أعوام ال 50 – 60 القرن الماضي. أوردت الصحيفة: تأكيد الرئيس بوتين في تصريحاته الى صحيفة الأهرام عشية زيارته لمصر على رغبة روسيا في تعزيز علاقات الصداقة بين البلدين. أما المراقبون الأجانب فيعتقدون ان اهداف الزيارة أكبر من هذا بكثير، حيث يريد الكرملين استغلال الخلافات بين الولاياتالمتحدة والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اضعاف الدور الأمريكي في المنطقة وتعزيز العلاقات مع مصر لترتفع الى مستواها الذي كان خلال خمسينات – ستينات القرن الماضي. وان موسكو لبلوغ هذه الأهداف مستعدة لشراء كميات أكبر من الخضروات والفواكه المصرية وتخفيض سعر القمح المباع الى مصر وتوريد الأسلحة اليها. .. الخلافات المصرية – الأمريكية سببها الانتقادات الشديدة للقاهرة من جانب الولاياتالمتحدة بعد الاطاحة بمحمد مرسي. هذه الانتقادات خلقت توترا وعدم الثقة في العلاقات بين البلدين. في حين استثنت موسكو المسائل الايديولوجية في سياستها تجاه مصر، وبفضل هذا اصبحت المؤيد الوحيد للسيسي من خارج العالم العربي. يأمل الكرملين من خلال هذه الزيارة، استعراض عدم عزلة روسيا نتيجة عقوبات أمريكا والاتحاد الأوروبي. أما صحيفة "Gulf News " فتشير الى ان هدف الزيارة هو خلق توازن مع النفوذ الغربي في الشرق الأوسط واحياء التحالف بين موسكووالقاهرة ورفعه الى مستواه السابق ابان العهد السوفيتي في كافة المجالات، قبل ان يقدم الرئيس المصري انور السادات في سبعينات القرن الماضي على التوجه نحو الغرب والولاياتالمتحدة وإلغاء اتفاقية التعاون العسكري مع الاتحاد السوفيتي. الرئيس المعزول محمد مرسى الرئيس المعزول محمد مرسى وصف بوتين في تصريحاته لصحيفة الأهرام تلك الفترة ب "العصر الذهبي" للعلاقات بين البلدين، وقال "بدعم الاتحاد السوفيتي انشأت البنية التحتية للاقتصاد المصري، مثل السد العالي ومصانع الحديد والصلب في حلوان ومصانع الألمنيوم. هذه المصانع لازالت تعمل حتى اليوم ". كما اشار الرئيس بوتين الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ حوالي 5 مليارات دولار عام 2014. يقول مدير مركز الشراكة الحضارية في معهد العلاقات الدولية بموسكو، بنيامين بوبوف، "هذه الزيارة مهمة لأن مصر على أقل تقدير دولة رئيسية في العالم العربي. كما ان مصر كانت دائما شريكا تقليديا لروسيا، حيث تجمعنا علاقات خاصة منذ العهد السوفيتي. حاليا عندما يتخذ الأمريكيون موقفا معاديا للرئيس المصري الحالي، فإن تطوير علاقاته معنا سيساعده في تعزيز موقفه. .. النقطة الرئيسية هي العلاقات الحميمة بين الرئيسين، التي لا ترتبط بالعلاقة مع الغرب. وسيناقش الرئيسان خلال الزيارة: النزاع العربي – الاسرائيلي، الأزمة السورية، مسألة "داعش" والارهاب بصورة واسعة". واضاف بوبوف: يلاحظون في الشرق الأوسط ان الاستراتيجية الأمريكية تتجه نحو منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لذلك سيؤدي تعزيز العلاقات الروسية – المصرية في هذه الظروف الى خلق استقرار في المنطقة. واختتم بوبوف حديثه بالقول "السيسي رئيس شرعي منتخب دون أي شك. الأمريكيون يدافعون عن "الاخوان" ويشجبون محاكمتهم، وهذا يثير غضب القاهرة، ويرفضون النصائح الامريكية. في روسيا جماعة "الاخوان المسلمون" تعتبر منظمة ارهابية لذلك فهي محظورة".