الرئيس السيسى خلال جلسة المباحثات مع الرئيس الروسى اعتبر خبراء ووسائل إعلام غربية أن استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي الحافل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة يهدف إلي توجيه رسالة للغرب. وقالت وكالة الأسوشيتدبرس ، إن زيارة بوتين تأتي في وقت يشتاق فيه الطرفان لتعزيز العلاقات وإظهار أن لديهما خيارات بعيدا عن الغرب لتحقيق أهدافهم. ويقول محللون إن زيارة بوتين للقاهرة, وهي الأولي منذ عقد ، هي رمزية إلي حد كبير. ويشير المحلل الاسترتيجي مايكل حنا, إلي أن الاستقبال الاستثنائي الحافل الذي قدمته مصر للرئيس الروسي يهدف إلي توجيه رسالة للولايات المتحدة والغرب,بأن البلاد تحتفظ بنوع من الاستقلال ولديها خيارات». ويقول جورج ميرسكي, الأستاذ بجامعة موسكو للاقتصادات,إن زيارة بوتين لمصر تسلط الضوء علي سعيه لإظهار أن الكرملين مازال لديه أصدقاء حول العالم, حتي وإن كان ليس قادرا علي توفير المساعدات لهذه الدول مثلما كان في الحقبة السوفيتية. وأضاف أن الأمر لا يتعلق بالتجارة والاقتصاد,هذا لا يتطلب من الرئيس أن يذهب بنفسه للقاهرة, لكنها الطريقة التي يمكنه من خلالها إظهار أن روسيا ليست منبوذة وليست في عزلة. . ونقلت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية أن مصر واحدة من أوائل المشترين الأجانب لنظام صواريخ الدفاع الجوي المتطورة «أنتي -2500» البعيدة المدي. واهتمت إذاعة «صوت أمريكا» بزيارة بوتين للقاهرة, وقالت إن تلك الزيارة تأتي في وقت تواجه فيه كل من مصر وروسيا تحديات وشكوكا هائلة. وأوضحت الإذاعة في تقرير,أن الزيارة تأتي في وقت من الاضطراب السياسي الشديد لكلا البلدين. واعتبرت الإذاعة الأمريكية أن استقبال مصر الحافل لبوتين يؤكد حاجة مصر المتنامية للسعي إلي داعم خارجي لها في صراعها ضد الإرهابيين في سيناء وفي مناطق أخري. من جانبه, قال بول سوليفان, الأستاذ بجامعة جورج تاون الأمريكية إن مصر وروسيا ليستا مثاليتين كحلفاء. وأضاف أن مصر والولاياتالمتحدة حلفاء طبيعيون, بينما مصر وروسيا ليستا كذلك. وحذر سوليفان أيضا من أن مصر لا ينبغي أن يربط مصيرها بمصير بوتين الذي يمكن أن تكون فترة بقائه رئيسا لروسيا محدودة, علي حد قوله. وقالت فوكس نيوز إن بوتين يسعي لزيادة نفوذ الكرملين في منطقة الشرق الأوسط من خلال إيجاد شريك عربي مهم مثل مصر التي تمر علاقاتها مع الإدارة الأمريكية بفترة فتور. وأضافت الوكالة في تقرير إن الرئيس السيسي, طالب في اﻵونة الأخيرة المسلمين باستعادة اﻹسلام الوسطي المعتدل, لكن دعوته لإنهاء التطرف لم تساعد في إرساء علاقات وثيقة مع واشنطن وربما خلقت فراغا يرغب الرئيس الروسي بوتين في سده. ويشير التقرير إلي أن بوتين ظهر بصورة أكبر داعمي السيسي من غير العرب, والأخير واجه انتقادا لاذعا من الولاياتالمتحدة لإسقاطه مرسي في عام 2013, بعد أن استجاب القائد السابق للجيش للمطالب الشعبية والتظاهرات العارمة في صيف العام نفسه وقام بعزل مرسي, المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. ويقول أوديد إيران الزميل الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب والسفير الإسرائيلي السابق لدي كل من الأردن والاتحاد الأوروبي: «إن روسيا لا تلعب دورا رئيسيا في المشكلات الحالية التي تواجهها مصر, والروس قدرتهم محدودة لمساعدة مصر, ولا يمكن أن تهدد موسكو الدور الأمريكي في الشرق الأوسط إلا في حال أغدقت علي مصر الأسلحة والمساعدات الاقتصادية والدولية». وقال المحلل البريطاني جون جينكنز, لشبكة «أنسامد» الإخبارية الإيطالية, إن المحور الرئيسي لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تستغرق يومين لمصر هو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين, وتوقيع اتفاقات تجارية, وإبراز دور موسكو كثقل مواز» لواشنطن في المنطقة, لكن دون أن تفرض روسيا أفكارها الغريبة ومبادئها الأخلاقية مثلما تفعل الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة. يأتي ذلك فيما وصفت شبكة «سي ان ان» الإخبارية الامريكية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر بأنها تستهدف بعث رسالة الي الغرب مفادها «ان العلاقات بين مصر وروسيا أصبحت اكثر دفئا، وأن البلدين ليسا بحاجة الي الغرب».