منه النحيف ذو الأنف الطويل، ومنه السمين ذو الأنف الفطيس. الحيوان السلابنطح (غير المرفقة صورته مع هذا النص) يتغذى على كل الأشياء التي نتغذى عليها جميعا، فقد يأكل جبنًا وأرزًا أوبطاطس وملوخية وسلاطة خضراء. يرتشف شايًا وقهوة، عرقسوسًا وتمر هندي وسوبيا أو حتى مشروبا غازيا. ولكنه أبدًا لا ينمو مع تناول كل هذه الأنواع من المأكولات المشروبات التي لا تضمن له سوى البقاء حيًا .. أما نموه الجسماني والذهني لا يتأتي إلا بالمزيد من القهر والتوجيه والسيطرة، والسخرية والمسخرة .. فكلما تعرض للمزيد منها كلما نما وترعرع، كما هو كائنًا حيًا من فصيلة السلابنطحيات. وقد احتار العلماء كثيرًا في تفسير سلوكه حينما يقبع وحيدًا ... فركبوا ذات مرة كاميرات في أحدالمواقع، ثم تركوه وحيدًا .. ماذا فعل الحيوان السلابنطح؟؟ .. دام لأكثر من ثلاث ساعات قابعًا في مكانه دون حراك .. ولكنه فجأة قام من مقعده والتهم كامل أثاث الغرفة التي كان قابعًا فيها .. كانت غرفة نوم .. كرروا نفس التجربة في غرقة معيشة، ثم مطبخ، ثم حمام .. فلم يجدوا اختلافًا .. فبمجرد مرور ثلاث ساعات يقوم الحيوان السلابنطح بالتهام كل أشياء المكان الموجود به.. نقلوا التجربة إلى أحد الشوارع وحاصروا مداخل الشارع بحيث لا يدخل عليه أحد أبدًا.. فلم يتغير سلوكه.. وإن اختلفت قيمة وحجم ما يلتهم .. فقد التهم مبان وأعمدة إنارة وأرصفة وأكشاك كانت موجودة بالشارع. وتمتاز إناث السلابنطح عن ذكورها بقدرتها على اختزان طاقة السخرية والمسخرة التي تتعرض لها لتتغذى عليها في أوقات لاحقة. ويكون الجهاز التناسلي لأنثى السلابنطح في موقع متميز من الجسد. في منتصف رأسها الذي يعمل على نبضة واحدة يوميا ويتوجب على ذكر السلابنطح تحين فرصة نبض رأس أنثاه حتى يعمل جهازها التناسلي فيمطرها بوابل من السباب والشتائم، التي تنزل عليها كما الحيوانات المنوية عند الانسان العادي. فتحمل جنين الحب والحنان. وتسأله المزيد. ولما كان الحيوان السلابنطح يُسَطِح الأشياء تسطيحا، فالأفكار والأحداث، مهما كانت عظمتها، لا تستفزه ولاتشغل له بال. فالحيوان السلابنطح (متعود) على عدم إعمال عقله في أي شئ (عام) حوله.. وله من الطقوس ما يؤكد على سطحيته، ومنها ما يلي: لو فرض عليه قراءة كتاب، يتهرب ثم يراوغ، ثم يرفض رفضًا صريحًا .. وتحت الضغط يستلم الكتاب، ويهرول سريعا إلى أقرب محطة قطار ليركب فوق سقف عربة من عربات أي قطار. وما إن يتحرك القطار، حتى يبدأ السلابنطح في نزع أوراق الكتاب ورقة ورقة ليلقي بها في الهواء، فتتطاير عكس الاتجاه الذاهب إليه. وما إن يفرغ من تمزيق كل أوراق الكتاب وإلقائها في الهواء، حتى يهدأ ويقف مُسَطِّحًا فوق سقف القطار، متوجها ببصره عكس اتجاه حركته ليتابع ما بقي في مرمى البصر من أوراق الكتاب المتطايرة في الهواء عكس اتجاه حركته الممشوجة بحركة القطار (الكائن هو مُسَطِّحًا فوق سقفه). وقد تكشف الأبحاث الجارية عن خصائص أخرى للحيوان السلابنطح، سنوافيكم بها في حينها، وقد نوافيكم أيضا بصورة فوتوغرافية لأحد أنواعه. من العدد المطبوع من العدد المطبوع