لم تستطع أغانى ثورة 25، التى ظهرت حديثا، أن تمحو من الذاكرة أغنيات شادية والعندليب الوطنية والتى كانت وكأنها خلقت لثورة يناير وليس لشىء آخر فأغنية شادية "ياحبيبتى يامصر" كانت هى الحدث الأكبر والمسيطر على ميدان التحرير أثناء وبعد الثورة. فبالرغم من الموجات الثورية التى مرت بها مصر والتي شهدت صعود عدد كبير من نجوم الغناء ممن أشعلوا حماس الجماهير وأبكوهم وأصبحوا ضيوفا ثابتين فى الميدان والقنوات الفضائية إلا أنها لم تستطع ان تمحو من الذاكرة المصرية والعربية الاغاني الوطنية الخالدة في وجدان المشاهد والمستمع العربي. من بين من قدموا اغاني لثورة 25 يناير: المطرب مصطفى سعيد الذى قدم للثورة واحدة من أهم الأغنيات وهى "يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم" من ألحانه وكلمات الشاعر تميم البرغوثى، ومحمد النحاس صاحب أغنية "أنا مش آسف ياريس"، وهشام حسين صاحب أغنية "عنوانى مصرى"، ورامى عصام الذى قدم "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" و"الجيش العربى" و"يسقط يسقط حكم العسكر" وهى الأغنيات التى رفعت من نجم المطرب رامى عصام ولقب بسببها بمطرب الثورة بالمشاركة مع فريقه والذى يتكون من محمود فوزى عازف الباص جيتار، وجمال فهيم لاعب الدرامز، وكانت سببا فى حصول رامى على جائزتى "فرى ميوز 2011" من السويد و"فريدوم تو كريت 2011" من جنوب أفريقيا، وبسبب أغنية "ارحل" صنفت الأغنية على أنها ثالث أغنية من حيث الترتيب من الأغنيات التى غيرت مجرى التاريخ فى تصنيف مجلة تايم أوت الإنجليزية لعام 2011. من الملاحظ أيضاً عدداً كبيراً من النجوم الكبار حاولوا ركوب الموجة وتقديم أغنيات بنكهة ثورية لكنها إما خرجت بلا معنى أو تحولت إلى أغنية كوميدية مثل أغنية حمادة هلال: "شهداء 25 يناير ماتوا فى أحداث يناير". في نفس استطاعت أغنية "يا بلادى" صوت عزيز الشافعى ورامى جمال أن تحقق نجاحا كبيرا خاصة وأن كلماتها التى تقول "قولوا لأمى متزعليش وحياتى عندك ما تعيطيش قولوا لها معلش يا أمى أموت أموت وبلدنا تعيش فى جسمى نار ورصاص وحديد علمك فى إيدى واسمى شهيد بودع الدنيا وشايفك يا مصر حلوة ولابسة جديد". كما استطاعت أيضاً أغنية "صوت الحرية" والتى انتشرت انتشارا كبيرا وشكلت كلماتها والتى قالت "سلاحنا كان أحلامنا، وبكرة واضح قدامنا، من زمان بنستنى بندور مش لاقيين مكاننا" سهام انطلقت فى قلب النظام. ورغم أن أغنية "إزاى" للنجم محمد منير كتبت قبل ثورة 25 يناير إلا أنها ظهرت وكأنها تتحدث بلسان حال شباب الثورة وشكلت حالة ثورية قوية جدا وجاءت كلماتها كالتالى "مش لاقى فى حبك دافع ولا صدق فى عشقك شافع، إزاى أنا رافع راسك وأنت بتحنى فى راسى إزاى وحياتك لفضل أغير فيكى لحد ما ترضى عليه". كما أفرزت الثورة أيضا عددا كبيرا من الحالات الغنائية وفتحت الباب أمام الفرق الغنائية "الاندرجراوند" والتى كانت الحصان الرابح فى الساحة الغنائية الثورية مثل فريق "وسط البلد" و"مسار إجبارى" والذى انطلق من مكتبة الإسكندرية منذ عام 2005، واختار أعضاء الفريق هذا الاسم تعبيراً منهم واعتراضهم على القيود التى يفرضها المجتمع، ومن فكرة المسار الذى أجبر المجتمع على التفكير من خلاله، وأنهم يقدمون الكلمات التى تعبر عن المجتمع والتراث الغنائى المصرى على موسيقى الروك. وقدم فريق "كايروكى" أغنية "يا الميدان" مع عايدة الأيوبى.