يبدو أن العملية العسكرية المصرية الموسعة فى سيناء قد بدأت فى إلقاء عواقبها على إسرائيل، فقد وقعت اليوم سلسلة من الهجمات على أهداف إسرائيلية بطول خط الحدود، فقد أوضح موقع "ديبكا" المقرب من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن حافلة إسرائيلية تعرضت للهجوم فى رحلتها بجوار الحدود إلى إيلات، حيث كان على متنها مجموعة من الجنود. وتم إطلاق النار على الحافلة وأصيب حوالى 6 جنود، ووفقا للمعلومات الأولية عن الحادثة، فإن سيارة كانت تتبع الحافلة توقفت ونزل منها مسلحون إرهابيون يرتدون ملابس زرقاء اللون وفتحوا النار صوب الحافلة، وكذلك سيارة خاصة كانت تمر بالمكان, ولاذت السيارة والمخربون بالفرار، وأشار التقرير الإسرائيلى أن قوات الأمن الإسرائيلية تشن حملة تمشيط ومطاردة واسعة فى المنطقة. وأشار القرير إلى أنه من الممكن أن يكون هؤلاء المخربون قد اخترقوا الحدود من مصر إلى إسرائيل، وأن هذه العملية تأتى كرد فعل لرجال حماس والقاعدة والبدو فى سيناء تجاه "العملية نسر" التى تقوم بها القوات المسلحة المصرية فى سيناء. وأفادت المصادر العسكرية والاستخباراتية ل"ديبكا"، أن فرقة مصرية ميكانيكية (الفرقة 18) والتى تتمركز بوجه عام فى النصف الجنوبى لشبه جزيرة سيناء تحركت جنوبا وبدأت العمل فى مناطق أبو رديس ورأس سدر والتى تبعد ب200 كيلو متر شمال القاهرة. وأوضح التقرير الإسرائيلى، أنه فور بدء العملية العسكرية للقوات المصرية واجهت القوات المسلحة مجموعات من المهربين والمهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا وخلال هذه المعارك تكبد المهربون خسائر بين قتلى وجرحى وتم الإمساك بكميات كبيرة من الأسلحة تضمنت صواريخ ومواد متفجرة. ونقلت مصادر الموقع، أن الجيش المصرى قد بدأ عملية ضد شبكات التهريب التابعة للقاعدة وإيران، والتى نشطت تحت ستار حركة السفن فى قناة السويس أحد أكبر ممرات السفن فى العالم, والتى تمر خلاله 10% من حركة التجارة العالمية، أقاموا إحدى شبكات تهريب السلاح الكبرى فى العالم، حيث تهرب القاعدة خلال هذه الشبكة أسلحة لكل بلدان الشرق الأوسط, وتستغلها إيران فى تهريب الأسلحة لحماس فى غزة. كذلك نقلت المصادر نفسها، أن هذه الشبكة والتى تعمل من السودان جنوباً عبر قناة السويس وحتى العريش ورفح فى شمال سيناء, وهى نفس الشبكة التى تنقل كل سنة لأراضى الشرق الأوسط وإسرائيل عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، وستؤدى تصفية الجيش لشبكات التهريب لتوقف مؤقت فى تدفق حركة المهاجرين إلى إسرائيل. ووفقاً لما أفاد التقرير الاستخباراتى الإسرائيلي، فإن الجيش المصرى يضع نصب أعينه على الإنذار الذى وجهه لحماس لتسليم كل أعضاء تنظيم القاعدة وغيرها من الحركات الإسلامية المصرية المتطرفة الأخرى والتى وجد أعضاؤها ملجأ فى القطاع, وبعدها سيبدأ الجيش المصرى فى عملية تدميرية لكل أنفاق تهريب السلاح والبضائع من شمال سيناء إلى غزة. وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت يوم الأربعاء السابع عشر من الشهر الجارى، أنها أضافت قبيلة "دغمش" الغزاوية، والتى تترأس جيش الإسلام، إلى القائمة الأمريكية العالمية للمنظمات الإرهابية، بعد أن أصبح واضحاً أن القبيلة تعمل مع تنظيم القاعدة، وهذه هى المرة الأولى التى تعلن وزارة الخارجية عن قبيلة كاملة من الفلسطينيين أنها منظمة إرهابية. وتذكر مصادر مكافحة الإرهاب التابعة ل"ديبكا"، أن الصلة بين عائلة دغمش وبين القاعدة مستمرة منذ ما يقرب من 5 سنوات, منذ مطلع العام 2006 فقد قررت عائلة دغمش عمل علاقات مع القاعدة فور انسحاب إسرائيل من جنوب قطاع غزة وجوش قاطيف فى سبتمبر 2005, وحينها سيطرت أسرة دغمش على جزء من حى الزيتون فى غزة وأقامت هناك موقعا محصنا لجيش الإسلام. وأفادت المصادر الاستخباراتية للموقع أن هذا ليس التعاون الوحيد القائم بين القاهرة وواشنطن خلال العملية "نسر", وأن هناك عناصر استخباراتية أمريكية تعمل فى إطار القوة متعددة الجنسيات فى سيناء تمد مصر بمعلومات استخباراتية عن شبكات التهريب وعناصر القاعدة المتواجدة فى سيناء, وهذه المعلومات ترد إلى مصر أيضا عن طريق الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية.