الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون الأسوأ قي تاريخ الانتخابات المصرية .. ليس لأن الدولة ستتدخل فيها لصالح تيار أو أشخاص بعينهم فهذا لن يحدث والدولة لن يكون لها أي دخل في سير العملية الانتخابية لأسباب عدة أهمها أن الانتخابات ستكون محل اهتمام دولي ومحلي كبير .. و كل الجهات المعنية المهمومة والمهتمة بمتابعة كل صغيرة وكبيرة في سير العملية الانتخابية ومراكز حقوق الإنسان والمرأة والطفل والحيوان وأي حاجة تانية ستكون مهمتها مراقبة هذه الانتخابات والتربص بها وبالدولة التي تشرف عليها فضلا عن أن الدولة ليست في حاجة للدخول في متاهات من الاتهامات سابقة التجهيز بتزوير الانتخابات أو دفع مرشح ما أو تأييد آخر إذن لماذا ستكون الانتخابات البرلمانية القادمة هي الأسوأ ؟ الأسباب كثيرة وخطيرة .. ولأن مجلس النواب القادم سيكون الأخطر في تاريخ مصر فانتخابات هذا المجلس أيضا ستكون الأخطر والأسوأ الانتخابات القادمة ستكون صراعا بين قوى سياسية وغير سياسية عديدة تسعى جميعها للفوز بمقعد في البرلمان وسيكون القتال على أشده سعيا لهذا الكرسي وكل من طال حلمه وشوقه للمقعد ذي الحصانة والوجاهة والنفوذ سيقاتل هذه المرة ليفوز بالمقعد الوثير ولو على حساب آمال وأحلام الشعب البسيط الذي يتمنى أن يكون له نائب حقيقي في البرلمان يتحدث باسمه ويسن له التشريعات التي تحميه وتصون حياته وكرامته ومستقبله ومستقبل أولاده .. هذه الأمنيات يمكن أن تتحطم على صخرة أحلام أصحاب النفوذ والمال الذي جاء من سلب ونهب وسرقة ليفتح الأبواب أمام بلطجية لايقلون إجراما عن بلطجية حرق الأقسام واقتحام السجون وغيرهم ممن نشروا الفوضى في مصر ومازالوا يحاولون باستماتة أن تستمر تلك الفوضى حتى يستمر وجودهم في الشارع البلطجة التي ستسيطر على انتخابات البرلمان القادمة ستكون من بلطجية عاشوا حياتهم في عالم الإجرام والبلطجة ولكنهم يرتدون ثيابا نظيفة وبذلات فاخرة ويحيط بهم الأعوان من كل جانب هؤلاء هم من سنجدهم على مقاعد البرلمان لو لم ننتبه إلى مؤامرة جديدة على شعب مصر يدبرها ويديرها من يريدون حكم مصر .. إنهم لصوص مصر الذين يسعون لتنظيف أياديهم من المال الملوث بالحصانة الملوثة .. رأيت بعيني بعض هؤلاء يسعون للوصول للبرلمان حتى تكون لديهم الحصانة التي لو تم لهم ما يريدون ووصلوا إليها لكانت الكارثة الكبرى على شعب مصر لأن رجالهم سيكونون في حمايتهم وبعضهم بالفعل يمارس البلطجة على المواطنين اعتمادا على نفوذه وسطوته وسلاحه وفي رعاية تامة أو تغافل متعمد من مسئولين لايستحقون أن يكونوا في مناصبهم التي وصلوا إليها فما بالكم لو حصلوا أيضا على الحصانة الساحة الآن تعج بمختلف الفئات التي تسعي للوصول للبرلمان .. ثوار .. نشطاء .. سيدات .. رجال أعمال .. عمال وفلاحون .. بلطجية وسوابق بدون مبالغة .. نواب سابقون بالحزب الوطني ومنهم بالطبع أحمد عز السبب الرئيس في أحداث يناير بتصرفاته وطموحاته وغروره الذي أطاح به و بالاستقرار في مصر إلى حين.. والإشكالية الكبرى الآن هي في اختيار العناصر الصالحة لمجلس سيكون الأخطر في تاريخ مصر البرلمان القادم فعلا هو الأخطر في تاريخ مصر لأنه يمثل أولا خطوة أخيرة على طريق الديمقراطية بالانتهاء من الاستحقاق الديمقراطي الثالث .. ولأنه سيكون على عاتقه مراجعة تشريعات عديدة تم إصدارها في غيبة البرلمان على مدى السنوات الماضية بالإضافة إلى تشريعات خطيرة لمستقبل مصر الاقتصادي والاجتماعي والعسكري ولكل ماسبق فنائب البرلمان الذي سيتم اختياره لابد أن يكون في المقام الأول نائب تشريعات وليس نائب خدمات .. نائب يفهم ويعي ويدرك خطورة المرحلة .. نائب قادر على التشريع وعلى مناقشة قوانين ستحدد شكل الدولة في السنوات القادمة .. وفي المقابل لابد أن يعي المواطن نفسه أن نائب الخدمات ليس مكانه مجلس النواب .. بل مكانه المجالس المحلية فليس من مهام نائب البرلمان أن يقوم بتوصيل الصرف الصحي أو رصف الشوارع أو إصلاح الأعطال ولذلك فاختيار النائب القادم سيكون مسئولية كبيرة سيتحملها الناخب نفسه .. وعليه ان يختار النائب الذي يصلح لمجلس النواب وليس النائب الذي سيشتري الأصوات أو يملك من النفوذ مايمكنه من اختراق القوانين والقواعد ليصبح نائبا وهو في الواقع لاعلاقة له بالعمل النيابي والبرلماني وكل مهاراته وخبراته في السرقة والبلطجة وعلى المواطن أن يضع في اعتباره اختيار نائب تشريع وليس نائب خدمات .. فانتخابات البرلمان هدفها نائب تشريع فقط .. أما الخدمات التي ينتظرها المواطن فمحلها انتخابات المجالس المحلية التي ستكون التالية لانتخابات البرلمان .. وليعلم المواطن أن اختياره هو فقط الذي سيحدد معالم وتركيبة المجالس المحلية القادمة لأن البرلمان القادم سيكون له تأثيره في تحديد شكل المجالس المحلية ولو أساء المواطن الاختيار في مجلس النواب فلن يكون لديه مجالس محلية تحقق لمصر ما يتمناه من مستقبل الانتخابات القادمة هي الفيصل في تحديد شكل وملامح الفترة القادمة وتحديد مستقبل مصر لفترة طويلة . فاحذروا اختيار الأسوأ في مرحلة حرجة وفي انتخابات ستكون الأسوأ.. واحذروا مرشحين منهم الصالح وكثير منهم من الفاسدون .. ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد . المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية