لقد فشل مجلس الامن من جديد في استصدار قرار ينص على وجوب انهاء الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين في حدود عام 1917 رغم تنقيح نص القرار المقدم من قبل الاردن و المدعوم من قبل الطرف العربي و موافقة جل الاعضاء المكونة لمجلس الامن على تمرير هذا القرار، فكالعادة ، فان الفيتو الامريكي يشهر من جديد في وجه الفلسطينيين خصوصا و العرب عموما و يجهض على مشروع القرار بعد ان انساق وراء الطرف الاسترالي و رفض المشروع، و امتنع خمسة اعضاء من التصويت؟ فإلى متي ستظل امريكا تكافئ حليفتها اسرائيل و تقف الى صفها و تؤازرها عند كل محنة؟ و الى متى ستظل تصفع العرب و تعاقب الفلسطينيين؟ و الى متى ستظل تشرعن الاحتلال و تستخدم الفيتو في وجه الحق و القانون؟ و ما هي الوسائل المتاحة للقيادة الفلسطينية لمواصلة الضغط على الحكومة الإسرائيلية و حفز همم المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية الدولية لمواصلة التصدي و التنديد بخنق الشعب و اغتصاب الارض و واد الحرية و قطع كل طريق يؤدي الى حق تقرير المصير. ان تاريخ 30 ديسمبر 2014 سيبقى نقطة سوداء في تاريخ المنتظم الاممي و السياسة الامريكية خصوصا و تاريخ البشرية عموما على غرا وعد بلفور الذي بقي وصمة عار لا نه شرع قانون الغاب، وسلب الفلسطينيين ارضهم، وقتل حلمهم، و جعلهم غرباء في وطنهم، اذلاء، مستضعفين، مدمرين و منكسرين، كما ان هذا التاريخ سيحسب لفائدة روسيا و الصين و فرنسا و بقية البلدان المساندة لمشروع القرار على انها بلدانا تحترم الديمقراطية و الحرية و حق الشعوب في تقرير المصير و ستسجل لهم هذه المواقف الايجابية لدى كل الشعوب و المنظمات المدنية و الحقوقية التي تحترم حقوق الأنسان على انها دعاة حق و ليست دعاة باطل. اناللاّءات الاسرائيلية الثابتة، لا لاستقلال فلسطين،و لا لقيام دولة فلسطين على حدود 1967 و لا لوحدة وطنية بين القطاع و الضفة و امام التملص من كل مفاوضات تترتب عنها الاستحقاقات الفلسطينية، ماذا استخلص اصحاب القرار في فلسطين ؟ ان السلطة الفلسطينية قد وعت ان المفاوضات عبثية و لا طائل من ورائها مع الجانب الإسرائيلي، و لا تعدو ان تكون الا هدرا للوقت و مواصلة لضياع الحق الفلسطيني لأن اسرائيل تفاوض من اجل التفاوض و كسب الوقت، لا لإرجاع الحقوق المغتصبة لمستحقيها، و خير دليل على ذلك هو مفاوضات اوسلو و التي امتدت على مدى اكثر من 20 سنة دون تحقيق و لو مكسب واحد للفلسطينيين. و امام مواصلة هدر الدم الفلسطيني، و استباحة الارض و العرض، و تقاعس المجتمع الدولي في القيام بواجباته نحو شعب امله الوحيد هو تحرير ارضه من قبضة جلاديه، و الشعور بآدميته، و كينونته كبقية شعوب الأرض، و امام الفيتو الامريكي القائم و المتكرر ماذا تنوي فعله السلطة الفلسطينية؟ هل تنضم الى "ميثاق روما" و تقاضي القادة السياسيين و العسكريين الاسرائيليين على انهم مرتكبي جرائم حرب، و جرائم ضدّ الانسانية، و جرائم ابادة ، خاصة بعد ان اجمع الاتحاد الاوروبي على ضرورة شطب حركة حماس من قائمة الارهاب، و اقتنع بضرورة قيام دولة فلسطينية بسنّ برلمانات بلدانه قرارات تعترف بدولة فلسطين. ان المأساة حاضرا هي ان يستضعف العرب و يختل وزنهم، فهل عرب اليوم ليسو بعرب امس، فبالأمس خاضوا حروبا و حرروا اوطانا و اربكوا عدوا، و توصلوا الى اتفاقات ذات قيمة . اما اليوم، فصوتهم بات غير مسموع و ارادتهم صارت مكبلة و وحدتهم اصبحت مغيبة... فإلى اين يسير العرب؟ و الى اين تتجه القضية؟ المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية