السؤال: يا شيخي أنا مرة شاهدت برنامجا، أنا في الواقع نسيت أين ونسيت، لكن أتذكر أنه قال إن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى خمس أوقات بنفس الوضوء، فصرت أحافظ على وضوئي لأكثر من صلاة وأصلي، ونسيت كل شيء وفقط أتذكر ما قلته، لكن المهم أن أحد الجيران زار صديقتي وأنا عندها، وبينما أكملت صلاة المغرب وجدته فحاولت التخفي لأني أردت المحافظة على الوضوء، فحين علم بما فعلته من عند صديقتي ووالدتها فحاول أن يحاججني حتى يقنعني بأن أكرر الوضوء كل ما أصلي، أنا ما اقتنعت بكلامه لشيء واحد وهو أني لا أريد أن أعيد الوضوء بسبب حديثي معه، فأنا كلما فسد وضوئي أعدته، لكن تلك المرة أصررت على المحافظة على وضوئي، فأنا في غير بيتي، وكل وقت صليته بوضوء استحييت أن أدخل الحمام الكثير من المرات، فأردت أن أحافظ على و ضوئي، ولكن في بيتي لا أكرر الوضوء إلا إذا فسد، وطبعا لأني موسوسة لا أفعل شيئا إلا عندما أتأكد منه، وبما أني سمعت ذلك فأردت الحفاظ على وضوئي ولم أوسوس؛ لأن عندي الدليل، لكن ذلك الشخص حاول أن يحاججني بفضل الوضوء، ومدافعة مني عن موقفي حاولت أن أحاججه ولم أجد غير هذه الحجة هي أول ما خطر على بالي، لكن حين تحولت إلى كلمات سأنطق بها صارت صعبة خفت أن لا أنقلها بالصحيح، ثم خفت أن تكون خاطئة، وأنشر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو خطأ، لكن تغلبت على ترددي وأنا والله لم يخطر ببالي ولم أقصد أن أقول على الرسول صلى الله عليه وسلم كذبا، بل قلت ما علمت ولم آتي بذلك من عندي، لكن ترددت لا أدري لماذا؟ وكأني حقا خفت قول الخطأ وبينما أقولها كنت أفكر في غيرها، وأستحضر متى سمعتها وكيف ذلك؟ وكان في نفسي من التردد ما كان، ثم تذكرت هذه الحجة لكن ما تذكرت ولم أجد غير تلك الحجة، قلت له وفي قلبي نوع من التردد وأتلعثم، أنطق وكأني أتراجع لأني علمت تلك المعلومة، لكن دائما أخاف أن أقول على الرسول صلى الله عليه وسلم الغلط، فقلت له هكذا لكن بتردد غير مقتنع بما سأقول "أنا على علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى أكثر من صلاة بوضوء واحد، وأظنني يا شيخ قلت له خمس صلوات، لكن كان في قلبي من التردد ما كان، كأني خفت أن أقول على الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا خطأ، أنا نسيت يا شيخ الباقي لكن عمري ما أحب أن أقول على الرسول صلى الله عليه وسلم ما هو خطأ، يا شيخ كنت أريد أن أقنعه بأني أريد أن أبقى على وضوء ولا أحدثه، وأظنني ظلمت نفسي ظلما كبيرا أخطأت في حق حبيبي، لكن أنا هذا ما سمعته، لكن شيئا يقول أنت مخطئة، ثم قرأت فوجدت أن ما قلته غير صحيح، قهرت وخائفة، فقلت: والله ما أقصد أن أقول شيئا كذبا على الرسول صلى الله عليه وسلم لم أجد سواها، ومستحيية من الله وخائفة أن أكون تعمدت، وخائفة أن أكون أخطأت، فإنك إن قلت لي لم تتعمدي ستأتيني وسوسة أني ربما أكون تعمدت بعد التردد، مع العلم أني متأكدة أني لم أتعمد، فأنا لم آتي به من عندي بل سمعته من برنامج وبقيت أعمل به ثم قدمته حجة ودليلا حين سألني ذلك الرجل، هل أكون قلت على حبيبي شيئا غير صحيح، وهل أتبوأ مقعدي في النار، أنا والله لو علمت قبل تلك اللحظة التي نطقت فيها بتلك الكلمات أن ذلك غلط والله ما كنت أنطق به حتى النطق، لكن ذلك حد علمي، مع العلم كنت مترددة بالرغم أني أعمل به إلا أني تلك المرة ترددت، يا شيخ كيف التوبة؟ والله لم أتعمد لكن سقطت في فخ أنا نادمة وخائفة، هل أتوب ثم أقبل؟ ساعدني يا شيخ كيف التوبة؟ وكيف أتوب عما فات؟.0 الفتوى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فواضح أن الوسواس قد بلغ منك مبلغا عظيما، وأنك ما زلت تسترسلين معه، وهذا أمر خطير عليك، ولن يزيد الوسواسُ عندك بهذا إلا قوة وتشعبا، فبادري إلى علاجه بالإعراض التام عنه، وتَجَاهليه بالكلية فإنه شر عظيم، يجب على من ابتلي به أن يتلهى عنه ويتركه، كما نص على ذلك العلماء، وانظري الفتوى رقم: 51601. ثم إننا نبشرك أن ما أخبرت به من أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى خمس صلوات بوضوء واحد ليس فيه كذب عليه، بل هو أمر صحيح ثابت عنه عليه الصلاة والسلام، فقد جاء في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم: «صلى الصلوات يوم الفتح بوضوء واحد، ومسح على خفيه» فقال له عمر: لقد صنعت اليوم شيئا لم تكن تصنعه، قال: «عمدا صنعته يا عمر». فلا داعي إذن لكل ما ذكرت. علما بأن الوعيد وارد في تعمد الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فحسب، وأما الخطأ فهو معفو عنه بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث يقول: إن الله تجاوز لأمتي عن الخطأ والنسيان. متفق عليه. وفي رواية : إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني. والله أعلم.