بعد العرض العسكري الذي قامت به حماس أثناء الاحتفال بذكرى تأسيسها ال27، وبثها لشريط فيديو لقائد الجناح العسكري للحركة، تدور خلف الكواليس الإسرائيلية معركة خفية تُبين أنه لما يعد الخلاف دائراً بين جهاز الأمن العام الإسرائيلي "شاباك" وبين الاستخبارات العسكرية فقط، حول من المسؤول عن قطاع غزة؟، ولكن انضم إليهم الموساد. وأضاف موقع "معاريف" الإسرائيلي في تقرير على موقعه الإلكتروني، أن تحويل الكثير من الصلاحيات من الشاباك لجهاز الموساد أدى إلى وقوع الكثير من الاحتكاكات بين الجهازين الأمنيين. وأشار الموقع إلى أن "المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي" ينقسم إلى ثلاث تنظيمات رئيسية: الاستخبارات العسكرية وتخضع لرئيس الأركان ووزير الدفاع، وهو مكلف بجمع المعلومات عن المجال العسكري، أما الموساد والشاباك فيخضعان مباشرة لرئيس الوزراء، ومكلفان باحباط العمليات الإرهابية، ومنع التخريب، ولكن الشاباك داخل إسرائيل وحدودوها، أما الموساد فخارج إسرائيل. وأكد الموقع أن عملية الانفصال عن عزة عام 2005 خلقت صعوبة في من يتحمل مسؤولية القطاع ومراقبته، فهل يتم التعامل معه على أنه منطقة أجنبية فتتحول مسؤوليته إلى الموساد، ولكن تقرر في النهاية ابقاء الوضع كما هو عليه نظراً للعلاقة الوثيقة بين الضفة والقطاع وتم ابقاء مسؤوليته ضمن صلاحية "الشاباك"، وتستمر الاستخبارات العسكرية في جمع المعلومات فيما يتعلق بالمجال العسكري داخل القطاع. وأوضح الموقع أنه بعد الحرب الأخيرة على غزة كان هناك جدل كبير يجري بين رئيس "الشاباك" ورئيس الأركان، نظراً لأن الاستخبارات العسكرية تخضع له، وعلم به نتنياهو، وذلك بعد الاعلان عن أن الشاباك هو المسؤول الأول والأخير عما يجري في القطاع. ولفت الموقع النظر إلى أنه منذ ذلك الحين يتوالى الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، فشلاً بعد فشل، وأهمه عجز المخابرات الإسرائيلية عن توقع "انقلاب" حركة حماس على السلطة في غزة عام 2007 وسيطرتها الكاملة على القطاع، بالاضافة إلى الفشل في معالجة قضية الأنفاق. واستطرد الموقع قائلاً: "بالاضافة إلى الصراع بين الشاباك و"أمان" والذي تحول إلى علني، لا زالت الاحتكاكات بين الشاباك والموساد تجري "تحت الأرض" ، وذلك بسبب محاولة الموساد خلال السنوات الماضية التدخل بما يجري في القطاع بعد أن دخل إلى الصورة من خلال صلاحيته محاربة تهريب الأسلحة خاصة عمليات التهريب ذات المغزى الاستراتيجي التي يمكن عبرها وصول أسلحة هامة من إيران وأماكن أخرى إلى حركة الجهاد الإسلامي وحماس". ونقل الموقع عن جهات مقربة من رئيس الشاباك، يورام كوهين، ورئيس الموساد، تمير بوردو، بأن العلاقة بينهما ليست جيدة، وازدادت الاحتكاكات بينهما في الفترة الأخيرة بعد تحويل صلاحيات تتعلق بقطاع غزة من الشاباك إلى الموساد، وأكد الموقع على أن نقل الصلاحيات لم يكن سهلاً بل رافقه نقاشات وجدال حاد انتهى بإصدار قرار يسمح للموساد بالعمل استخبارياً داخل قطاع غزة ما يعني تقليصاً لصلاحيات الشاباك على أن يتم هذا التقليص بشكل تدريجي. وأنهى الموقع التقرير برد مشترك للموساد والشاباك "بأنهما يعملان بشكل مشترك وتعاون تام، ولا يوجد أي توتر بينهما بل بالعكس شهدت السنوات الماضية تعاوناً غير مسبوق بينهما لأنها لا يهدفان إلا لضمان أمن إسرائيل".