في حضرة سيدنا الميدان .............. المؤلفة قلوبهم، أناس كانوا قد دخلوا الإسلام دون أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم، ولما كان لهم تأثير في مجتمعاتهم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحاورهم ويهاودهم لدرجة أنه كان يعطيهم نصيباً من الزكاة، وكان كل ذلك من أجل تأليف قلوبهم مع الإسلام. وعندما أصبح الإسلام قاهراً متمكناً وظلوا هؤلاء الأناس على موقفهم المائع، رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاستغناء عنهم. ............ ومثلهم أناس -في وقتنا الحالي- صموا آذاننا بفكر الثورة وإرادة الشعوب .. صموا آذاننا بمقولات وأبيات شعر خالدة، كما البيت الخالد للشاعر "أبوالقاسم الشابي": (إذا الشعب يوما أراد الحياة ..فلابد أن يستجيب القدر) .... ولكنهم حينما رأوا شعبا يثور من أجل حاضره ومستقبل أبنائه في مصر يوم 30 يونية2013، ما كان منهم سوى أنهم ساهموا في الترويج لفكرة أن ما يحدث في مصر مجرد انقلاب عسكري ... انتبه عزيزي القارئ أنهم قالوا ذلك حتى قبل أن يتولى السيسي رئاسة البلاد. ......... الحقيقة أن هؤلاء هم من يمكن أن نطلق عليهم الانقلابيون. ينقلبون على أفكارهم التي دوما ما يزايدون بها.. عن الناس والتقدم والثورة .. هم من يكفرون بالناس وحركة الجماهير ... هم من لا يعرفون الفرق بين المجتمع الإنساني قبل موسى وبعده .. قبل عيسى وبعده .. قبل الثائر محمد بن عبد الله وبعده. ...... ما سطره المصريون على الأرض فاق كل التوقعات سواء في 25 يناير أو 30 يونية. ورغم الأداء الهزيل للأحزاب والحركات السياسية، والأداء الفج لماكينة الإعلام المصرية الفقيرة جدا، كانت الجموع تتحرك في الشوارع والميادين في تناغم مذهل .. ولكن المؤلفة قلوبهم لا يزالون يكفرون بها ... .... انتهى عهد الرسل الأفراد .. واكتفى الله بمحمد كخاتم للمرسلين ..وزهق منكم أيها المنافقون والمؤلفة قلوبكم .. فأرسل لكم شعب بأغلبه .. ملايين جابت شوارع مصر وميادينها من أقصى شمالها لأقصى جنوبها من أجل إقصاء فرد وجماعته التي لا تتجاوز مئات الآلاف .. وأنتم تسمون حركته بأنها مجرد انقلاب ... إذن؛ فلتؤمنوا أو تذهبوا إلى الجحيم. .. ...... والمجد للشعب، الذي هو الأصدق دوماً... فمن خرجوا إلى ميادين الثورة كانوا مجرد أفراد كونوا قناعاتهم الشخصية عبر آليات مختلفة .. أما من خرجوا ولا يزالون يخرجون إلى ميادين الإخوان ليسوا إلا مجموعات موجهة لأفكار بذاتها بغض النظر عن مدى صحتها .. ..... الله مع دفاع كل فرد عن حريته، عن حقوقه وعن كينونته .. ولحظات فارقة في تاريخ الانسانية تلك التي تلتقي فيها إرادات عدد كبير من الأفراد .. كما التقى ملايين المصريين في ميدان التحرير وغيره من ميادين مصر من أقصى شمالها لأقصى جنوبها في 25 يناير و30 يونيه. ... فلتعترفوا أولا أيها المؤلفة قلوبكم بأن ما حدث في مصر 25 يناير ثورة وليست مؤامرة، وليعترف الآخرون بأن ما حدث في 30 يونية ثورة وليست انقلاب، وبعدها يمكن أن نتحاور معكم في كل شئ بما في ذلك أخطاء الثوار والأحزاب والمجلس العسكري وعدلي منصور والسيسي. .. وبعبارة أخرى، فلتؤمنوا -أولا- بالشعب إيمانا صادقا، أو تذهبوا إلى الجحيم. فوطننا ليس في حاجة إلى من قلوبهم مؤلفة مثلكم. -- [email protected] المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية